كفاحٌ ونضال، تقدمه المرأةُ الحرةُ طوالَ عشر سنواتٍ من الثورة السورية، من ساحات الوغى إلى الطبابة وميادين التظاهر، آلاف القصص تروى ولا تطوى، ففي كل يوم هناك ثائرة وفي كل بيت هناك مكافحةٌ مجاهدة.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة!!
3 سنواتٍ تمرُ على استشهاد “سعاد الكياري” أم عبود، ذات التسعة 39 عاماً، والرمز الأبرز من رموز الثورة السورية، وأيقونةٌ من أيقوناتها المشرفة، فمنذ تاريخ استشهادها في 20 كانون الأول/يناير 2018، وحتى اليوم، ماغاب طيفها وذكرها عن أذهان السوريين الأحرار.
واكبت أم عبود ركب الثورة منذ بدايتها، وانضوت تحت لواء “جبهة ثوار سوريا، إلى أن انحل الفصيل لكن عزيمتها لم تفتر، وتابعت مسيرتها الثورية مع الفصائل العسكرية للمعارضة، تقدم الغالي والنفيس في سبيل الحرية والكرامة.
ابتداءً من إطعام الثوار وانتهاءً بالقتال المسلح إلى جانبهم، في قريتها “أبو الظهور” شرقَ إدلب، وبجانب مطار أبو ظهور العسكري، قدمت أم عبود بطولاتٍ ترفع لها الهامات، وتنحني لها الجباه.
استشهد شقيقا أم عبود الاثنان، لكن ذلك لم يفتر عزيمتها، بل زادها إصراراً فوق إصرار، وشجاعةً تتلوها شجاعة، فتابعت إمداد الثوار ومساندتهم، حتى بدأ النظام حملته العسكرية على شرق إدلب، وبدأت تضعف الجبهة الشرقية، ما دفعها لحمل السلاح والوقوف على خنادق قريتها صادةً محاولات التقدم الأسدية، لتروي بالنهاية تراب بلدتها بدمها الطاهر شهيدةً في سبيل كرامتها وحريتها.
يصفها من عرفها وقاتل معها أنها “امرأة بألف رجل” ويشهد لها كل من قاتل بجانبها بالقوة والشجاعة قائلين ” كانت امرأةً بألف رجل، تطبّب وتقدم الطعام وتذخّر المحاربين، كريمة النفس وطيبة الخاطر، تحفّز المقاتلين على الثبات، وتدفع بروحنا عزيمةً وإصرار”
ولأنها كانت معلمة، كرّمتها مدينة إدلب بتسمية مدرسةٍ باسمها “سعاد الكياري”.
فسعاد رمزٌ وأيقونة للمرأة المجاهدة الحقيقية، علمت الكثير معنى الشجاعة والنخوة والشرف، في زمن قل فيه الرجال، وأعطتهم دروساً تسطر أحرفها بماء الذهب.
ستبقى سعاد مثال يحتذى به، وأيقونة لنساء كثر يجاهدن ويكافحن على ثرى الأراضي المحررة، ويرفعن اسم الثورة عالياً في شتى المجالات، من الطبابة حتى التعليم وتربية الجيل الصالح.
ألف قصة وحكاية تثبت أن المرأة الثورية ستظل مضحيةً وقوية مهما قست عليها الظروف.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب