تتجه الأنظار الدولية وتصب اهتماماتها السياسية في سوريا وتحديدا جزؤها الشمالي الغربي الذي تشترك فيه محافظات ادلب وحماة وحلب واللاذقية وبكونه يمثل جسم المعارضة السياسية والرقعة الجغرافية الأهم للثورة السورية فكيف يمكن لزيتون ادلب مواجهة نار نظام الأسد .
يبدو أن تحرك سياسي دولي يجري خلف أروقة الاجتماعات الدولية فهناك شجب وتحذير شديد اللهجة انطلق من الدول الأوربية والولايات المتحدة يوم أمس الثلاثاء من منبر مجلس الأمن إلا أن الشعب السوري في الشمال يعتمد على الثوار التي لا تزال الثقة بهم كبيرة بل وكبيرة جدا .
بعض السوريين أصابهم اليأس وهم يقولون بأن السبع العجاف انتهت منذ أشهر فهل هن ثمانية أو تسعة عجاف والبعض الآخر لازال مؤمنا بالثورة والسعي الجاد لتحقيق أهدافها رغم خسارة الثورة كثيرا من رقعتها الجغرافية فهم مؤمنون بأن الزهرة الجميلة نتجت عن بذرة يابسة وأن سنين يوسف العجاف جاءت بعد السمان لكن في الثورة ستكون السمان بعد العجاف وبعد إسقاط النظام الذي قتل وشرد الملايين من الشعب السوري .
سُبل الانتصار على النظام هي ببندقية مقاتل ومشرط طبيب وقلم كاتب وكاميرة صحفي ومعول فلاح وزئبقة معمار وصلاح قائد وتوبة سارق وعرق معلم وتوحد قادة وعطف غني ونزاهة فقير وسداد إمام ونزاهة مجتمع كامل يبتعد عن المحاصصات الفصائلية ويعمل على توحدها بأسرع وقت وبأنجح طريقة.
الشعب السوري الذي يعتبره بعض قادة الفصائل شعب بسيط يطالبهم باستمرار بالتوحد نعم بالتوحد تحت مسمى واحد وحل جميع التشكيلات المناطقية والفصائلية فدع ابن حلب يقاتل إلى جانب إخوانه في حماة والعكس صحيح وابن ادلب يقاتل إلى جانب اخوانه في اللاذقية بعيدا عن المناطقية والفصائلية فالسوريون لم يطالبوا الفصائل بالسلل الإغاثية ولا حتى مرة واحدة بل طالبوهم المرات والمرات بتشكيل عسكري جامع لكل مقاتل في الشمال السوري.
درع الفرات يستعد للمشاركة إلى جانب الثوار في ادلب ضد قوات النظام في حال أقدم النظام على اقتحام ادلب والثوار في ادلب جاهزون عسكريا في أي وقت لكن بقي شيء واحد لم يصل القادة لإدراكه الحقيقي …..التوحد والاندماج.
هولندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وبقية الدول الأوربية توافق تركيا في مواقفها تجاه ادلب وما حولها وبدأت تحذر النظام وحلفائه من خطورة الهجوم عليها وأكثر تصريح كان لافتا للنظر هو تصريح المندوب الهولندي كاريل فان استيروم يوم امس بمجلس الأمن عندما أكد أن المظاهرات في ادلب دليل واضح أنها لا تحوي إرهابيين وليست مرتعا لهم صدق الرجل لكن روسيا وإيران والنظام تختلق الأعذار للضغط على داعمي الثورة والسيطرة على ادلب.
الكبير والصغير خرج بمظاهرات حاشدة في الأسابيع الماضية سمع صداها في مجلس الأمن يوم أمس ليزيد ذلك من إصرار السوريين على البدء بمظاهرات مليونية يوم الجمعة القادم فسلاح المظاهرات أقوى من كل سلاح .
المركز الصحفي السوري_ خاطر محمود