قال دبلوماسي روسي كبير الجمعة إنه كان ينبغي لوفد المعارضة السورية الذي شارك في محادثات السلام برعاية الأمم المتحدة أن يرحب بهجوم الجيش السوري على حلب لأنه استهدف إسلاميين متشددين بدلا من الانسحاب منها، بينما أعلن المبعوث الأممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا إن مؤتمر ميونخ للأمن سيكون اختبارا حقيقيا لرغبة الدول المعنية بالأزمة السورية في السلام، في اشارة صريحة لروسيا وايران الداعمتان للنظام السوري.
وعلّقت الأمم المتحدة الأربعاء أول محادثات سلام سورية منذ عامين لتتوقف جهود خيم عليها الفشل منذ البداية مع استمرار القتال العنيف.
وقالت واشنطن الخميس إنها تأمل استئناف المحادثات بحلول نهاية فبراير/شباط. كما توقعت روسيا استئنافها بحلول 25 من نفس الشهر على أقصى تقدير.
وقال السفير أليكسي بورودافكين مندوب روسيا بالأمم المتحدة في جنيف “لماذا اشتكت المعارضة التي رحلت عن جنيف من الهجوم على حلب الذي استهدف في حقيقة الأمر جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة؟.”
وترتبط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة وتصنفها الأمم المتحدة منظمة إرهابية وبالتالي تحظر مشاركتها في محادثات السلام.
وتابع “ينبغي أن تسعد المعارضة بأن الإرهابيين يهزمون لكنهم على النقيض شعروا بخيبة أمل وتركوا المفاوضات.”
وقال بورودافكين إن من المؤسف أن وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا علق المحادثات. وأضاف أنه يجب أن يكون “أكثر تدقيقا” بشأن من تشملهم الجولة المقبلة من المحادثات.
وتحاول موسكو الربط بين المعارضة التي انسحبت من مفاوضات جنيف بسبب عدم ابداء النظام السوري أي بوادر حسن نية تكون أساسا للتفاوض، وبين التنظيمات الارهابية.
والهجوم على حلب استهدف بالأساس فصائل المعارضة المعتدلة ولم يستهدف تنظيمات ارهابية.
وتشير تقارير الى أنه في الوقت الذي تكثف فيه روسيا غاراتها لايزال تنظيم الدولة الاسلامية قويا وسبق أن احرز تقدما ميدانيا بينما فقدت المعارضة السيطرة على مناطق كانت قبل ثلاث سنوات تحت سيطرتها.
وليس مستغربا أن تضع روسيا المعارضة والجماعات الارهابية في خانة واحدة في محاولة لإرباك الجهود التي لاتزال تبذلها الأمم المتحدة لإعادة اطلاق جولة جديدة من المفاوضات.
والايحاءات الروسية هي نفسها الادعاءات التي يروج لها وفد الحكومة السورية المشارك في المفاوضات.
اختبار للرغبة في السلام
من جهته قال دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية الجمعة، إن الأمم المتحدة “ستتحقق” في 12 فبراير/شباط في ميونخ من الرغبة في تحقيق السلام لدى الدول الرئيسية المعنية بالأزمة السورية.
وقال دي ميستورا “سنذهب إلى ميونخ (ألمانيا) إلى مؤتمر الأمن من أجل التحقق. سيكون الوزراء الذي كانوا في فيينا حاضرين وسيجعلوننا نفهم بأي وتيرة ينوون مواصلة هذا المسار”.
وأوضح أن الدول التي ستكون حاضرة هي مجموعة الدعم الدولية لسوريا، وبينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران.
وأكد “نحن مستعدون لاستئناف المفاوضات قبل ذلك الوقت”.
لكنه حذر قائلا “أكرر مرة أخرى، أن التفاوض من أجل التفاوض غير مقبول لدينا. نحن نتفاوض من أجل التوصل إلى حل”.
وتهيمن الأزمة السورية على مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن المقرر عقده في عاصمة ولاية بافاريا الألمانية الأسبوع المقبل.
وقال رئيس المؤتمر فولفغانغ إشينغر الجمعة في ميونيخ، إن النزاع السوري سيلعب “دورا متواصلا” خلال المؤتمر الذي يعقد على مدار ثلاثة أيام خلال الفترة من 12 حتى 14 فبراير/شباط.
ومن المقرر أن يشارك في أهم مؤتمر دولي غير رسمي للشؤون الأمنية أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة ونحو 60 وزير خارجية ودفاع.
وقبل يوم من انعقاد مؤتمر الأمن في ميونيخ، من المخطط أن تستضيف العاصمة البافارية جولة مفاوضات بشأن سوريا في إطار ما يسمى بـ”صيغة فيينا” وذلك بمشاركة ممثلي نحو 20 دولة بغرض إعطاء دفعة لمحادثات السلام المعلقة في جنيف.
وتتوقع الخارجية الألمانية أن يشارك وزيرا خارجية إيران والسعودية في هذا الاجتماع.
وإذا حدث ذلك سيكون هذا هو أول لقاء بين مسؤولين حكوميين من البلدين منذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بينهما مطلع يناير/كانون الثاني.
ورغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن، سيحضر المؤتمر رئيس وزرائه دميتري ميدفيديف ووزير خارجيته سيرغي لافروف.
ميدل ايست أونلاين