رمضان شهر الرحمة والعطاء وعلى مائدتي السحور والإفطار يجتمع الأهل وتزداد الصلة بينهم مع كل يوم جديد، لكن الحال في الشمال السوري بات مختلفاً فالنزوح القسري الذي عانى منه آلاف السوريون ولجوئهم إلى مخيمات الشمال، حيث توزعوا بشكل عشوائي وقد ابتعد بعضهم عن أقاربهم نرى مائدتي السحور والإفطار قد أصبحت مناسبةً لتجديد الحسرات والآلام وخيبات الأمل، يتذكرون أيامهم السابقة بصحبة من فقدوهم خلال الحرب أو من لازالوا مغيبين في سجون النظام ولا يُعلم مصيرهم بعد، ومنهم من غادر البلاد ليحمي عائلته من بطش النظام وسطوته.
ومع شهر رمضان حيث الفقر وتردي الأوضاع المعيشية تزداد حيرة النازحين حيال طعامهم اليومي بسبب الغلاء وتأمين المواد الغذائية التي تساعدهم في تَحمُّل ساعات الصيام الطويلة.
وقد أعلن منسق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة أن هناك 1٠34 مليون شخص في سوريا يحتاجون للمساعدات الإنسانية.
وبحسب فريق منسقو استجابة سوريا فإن عدد النازحين الكلي 1541233، ونسبة الاستجابة الانسانية للمنظمات في شمال غرب سوريا منذ بداية شهر رمضان:
المخيمات المنتظمة 19٠45%
المخيمات العشوائية 8٠6%
القرى والبلدات التي تأوي نازحين 25٠3%
تقول الأخت (صفاء _ع): (نحن بالبيت ثلاث أرامل، أنا وأختي وبنت أختي عندها ثلاثة أيتام، مستأجرين بيت وعم نشتغل بالورد لحتا نصرف على حالنا وكل يوم بدور على المحلات حتى نبيع الورد الي منشتغلو لحتى ندبر حق طبختنا والحمد لله على كل حال، والعالم هون كلها متل بعضا عايفة حالها).
تضيف الأخت: (شوب كتير وكلو غالي، المفروض يكون في خيام يكون في توزيع وجبات تمر شي يساعد هل البشر بس ما في شيء).
أما الأخت (أم محمد) النازحة من ريف إدلب الجنوبي فقد قالت: فقدت ابنتاي وحفيدتاي في قصف النظام للبلدة، وفقدت زوجي، وعندي إصابات حربية في جسدي، أعيش في المخيمات كل يوم في رمضان أتذكر الذين فقدتهم في الحرب بحرقة وألم، كيف كنا نجتمع على مائدة الإفطار وكيف كانت تجمعنا السعادة لأعود لواقعي بنتهيدةٍ وحسرة وأفكر كيف بإمكاني تأمين بعض المواد الغذائية والأدوية اللازمة لكي أستطيع أنا وأولادي تحمُّل ساعات الصيام، فالخيام لا تقي البرد ولا الحرّ.
خيامٌ متلاصقةٌ مكتظةٌ بالأطفال وساعات صيام تصل إلى 16 ساعة يقضيها النازحون بلا رقيب، يحاولون تجديد آمالهم بالدعاء للعودة لمنازلهم وقراهم.
فداء معراتي