ثورة سورية فجرها الشعب مع أنه على يقين ودراية تامة بظلم النظام البعثي من زمن الأب إلى الابن، لكنه صمم على السير بها، متأملاً بذاك الانفتاح التقني الإعلامي والتطور العلمي التكنولوجي الحاصل في سوريا، أن يوصل صوتهم للدول العالمية الكبرى، وتساهم بتحقيق مطالبهم المشروعة.
لم يكن يعلم الشعب السوري أنه سوف يخط بدمائه خلال ثورته تلك المعاهدات والقرارات الدولية ويختمها بتوقيع ينص على قتلهم واحد تلو الآخر، فلا دولة عربية ولا غريبة إلا وكانت مشاركة بالمؤامرة الكونية على إسكات صوت الشعب السوري، حيث بات النظام يتلقى من معظم الدول الدعم اللوجستي والعسكري.
مؤتمرات، مجالس، اجتماعات، بدأت من الجامعة العربية عام 2011 وانتهت باجتماع فيينا الذي عقد منذ أيام، ولم تستطع جميعها إيجاد حل حقيقي لإنهاء المآساة السورية، بل توجت أقوالها بأفعال تخدم مصالح النظام السوري.
فبينما يبرز تمثال الحرية في نيويورك كرمز للعدل والمساواة في العالم، تتلاشى الحريات على الأرض السورية، روسيا ذات الدور الأكبر بالدعم العسكري للنظام منذ البداية لما قدمته أولاً من خبراء عسكريين ومعدات عسكرية، كشريط الفيديو عام 2012الذي نشر على قنوات الاعلام والذي يشير لوجود عربة قتال مدرعة من نوع “BTR-82A” في الميدان السوري بحمص بقيادة طاقم عسكري يتكلم الروسية، إلى تدخلها الآن بسوريا بحجة القضاء على إرهاب تنظيم الدولة فجلبت (ست دبابات من طراز “تي -90″ وخمسة وثلاثين ناقلة جنود)، خمسة عشر قطع مدفعية، وشاحنات عسكرية ومركبات رباعية الدفع، حوالي 200 عنصر من عناصر” لواء مشاة البحرية الروسية رقم 810″ قد تم نشرها في اللاذقية لحماية المنشآت الروسية.
ووفقاً لمصادر أمريكية، فإن روسيا نقلت نظام صواريخ أرض-جو متطوّرة من طراز “أس أي – 22″، و50 طائرة مقاتلة، ترتكب.بها أشنع المجازر بحق المدنيين في سوريا.
وسائل إعلام مختلفة أكدت على التدخل الروسي عسكريًا في سوريا كانت أبرزها صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية.
علماً أن إيران أيضا من أكبر المساندين ماليا لبشار الأسد، فبحسب متحدثة باسم المبعوث الأممي دي مستورا، تنفق أكثر من ست مليارات دولار سنويا لدعم الأسد، ناهيك عن توافد الآلاف من الميلشيات العراقية وحزب الله، وقوات الحرس الثوري الإيراني، والقوات الأفغانية والباكستانية، فقد ذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن أكثر من عشرة آلاف مشاركين بالمعارك السورية بصفوف النظام.
فوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية” إرنا” التي تبث دائما عدد قتلاها في سوريا، خير دليل على تدخل الآلاف من ميليشياتهم بجانب صفوف النظام.
بالمقابل هناك دعم عسكري متواضع من تركيا والسعودية للفصائل المعارضة داخل سوريا كصواريخ التاو المضادة للدروع، لكن ليس ذو قيمة أمام دعم الدول للنظام، ورغم ذلك توجه النداءات لهم بإيقاف هذا الدعم.
لكن مهما صرحوا عن دعمهم وتلاعبوا بموقفهم وإعالتهم للشعب السوري كما فعلت مجموعة الدول الأصدقاء لهم اسمياً، يبقى العزف على أنغام الاوجاع السورية، هو الورقة التي يتداولها الحكام العرب والغرب تحت طاولات الحوار السياسي، كمشهد مزيف مضمونه الدعم الكامل لحكومة بشار.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري