في كل الحروب على مر العصور يظهر تجار حروب أو تّجار الدم انقسمت السيطرة بين معارضين وموالين، وبدأت الأزمة تشتد على طبقاته الفقيرة منهم من يسعى للهرب من سوقه للخدمة الإلزامية أو أنه مطلوب للنظام بجرم الإرهاب الذي يشمل كل من عارضه ووقف في وجهه ومنهم من ضاقت بهم سبل العيش فقرروا الهجرة.
يحيى شاب من دمشق في العقد الثاني من العمر ينحدر من أسرة فقيرة أب وأم وشابين وفتاة أتم يحيى دراسته الثانوية ولم يحصل على مجموع يؤهله الدخول إلى الجامعة، ليبدأ العمل في سن الثامنة عشرة لإعانة أسرته، فما لبث حتى طلب للخدمة الإلزامية ليحد ذلك من تحركاته خوفاً من إلقاء القبض عليه وسوقه مجبراً، لأنه لا يرغب في الانخراط في صفوف جيش الإجرام، فما كان من يحيى إلا التفكير بالهرب إلى مناطق المعارضة أو السفر خارج البلاد.
بدأ بالبحث عن الوسيلة التي تمكنه من تحقيق هدفه ليصل إلى شخص اسمه أبو خالد المقيم في مدينة الباب في ريف حلب، ويعمل بالتهريب بين مناطق النظام والمحرر، أخبر يحيى المهرب برغبته بالقدوم إلى المناطق المحررة ومن ثم السفر إلى تركيا.
ليتفاجأ يحيى بأن تكلفة الطريق 1300 دولار حتى المناطق المحررة أما إلى تركيا فتكون التكلفة 3000 آلاف دولار أمريكي، ويدخل في حيرة في كيفية تأمين هذا المبلغ الكبير.
أخبر والده بما قد وصل إليه مع المهرب فسارع الأب لبيع قطعة أرض يملكها ليؤمن لفلذة كبده المبلغ المطلوب.
وبعد أيام حدد المهرب ابو خالد موعد يوم الأحد 25/تموز /2021 لبدء رحلة التهريب، ليأتي سائق السيارة أبو جعفر ويقلّ يحيى إلى مكان أبي خالد، ركب يحيى السيارة وهو يشعرقلق، قال له أبو جعفر (ولا يهمك أنت معي ما حدا بيقرب عليك ).
يسرد يحيى قائلاً “تحركت السيارة وبدأنا بتخطي الحواجز الواحد تلو الأخر دون تفتيش أو مضايقة، كلما مررنا على حاجز للنظام يقوم أبو جعفر بدفع مبلغ من المال للحاجز ولا أعلم كم المبلغ وبقينا على هذه الحال حتى وصلنا إلى مدينة منبج في حلب حيث كانت الشمس على وشك الغروب، دخلت إلى منزل برفقة أبي جعفر لأجد أشخاص آخرين مثلي قدموا من مناطق مختلفة وجهتهم المناطق المحررة أخبرونا بأنه علينا الانتظار يوم أو يومين ليتم إيصالنا إلى مدينة الباب”.
“بقينا في المنزل حتى مساء اليوم الثاني ليأتي أبو جعفر ومعه شخص آخر ركبنا معهم في السيارة وأخذونا إلى مكان يفصل بين مناطق النظام والمعارضة وقالوا لنا من هنا ستدخلون مشياً على الأقدام ليتسلمكم أبو خالد في الطرف المقابل مشينا مع الشخص الذي كان برفقة أبو جعفر ما يقارب النصف ساعة في أرض زراعية والخوف والقلق سيد الموقف، وجدنا شخص ومعه سيارة أخبرنا بأنه أبو خالد الذي هنأنا بوصولنا بالسلامة وأخذنا إلى مدينة الباب في منزل مخصص، كما يقولون للركاب، قال لنا من يريد الذهاب إلى تركيا يبقى في هذا المنزل وأنا أقوم بإيصاله ومن يود البقاء في المناطق المحررة يرتاح حتى نهار الغد وبعدها يقوم بتأمين نفسه دون أن يخبر أي شخص من أين أتى، لأن قوات المعارضة تقوم باعتقال الأشخاص القادمين من مناطق النظام، للتحقيق معهم لسبب دخولهم المحرر.
بقيت أنا في المنزل لأنني أود السفر إلى تركيا وحتى هذا اليوم مضى ما يقارب الشهر تقريباً ولم أستطيع الدخول إلى الأراضي التركية بسبب التشديد الأمني على الحدود من قبل الحكومة التركية وعلى أمل السفر في الوقت القريب.”.
هكذا كانت رحلة الشاب يحيى من جور وظلم النظام المجرم إلى مكان يعتقد بأنه سيجد فيه الأمان والأمل لبناء مستقبله الذي كان مجهولاً.
هيثم سليمان: قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع