المأساة لا تقف عند شخص بعينه ولا عند بلد محدد إنما تتعداه لتعبر بلدان وشعوب ودول….
تعاني سوريا منذ أكثر من عشر سنوات الحرب والدمار والنزوح…
الذي أدى كنتيجة طبيعية لتشرد الشعب السوري في كل بلدان العالم..
ولكن نصيب لبنان كونها الأقرب جغرافياًّ، كان الأكبر في نسبة اللجوء والنزوح ..
ولايخفى على أحد أن لبنان ليست أفضل حال من غيرها، تعاني أزمات عدة وكان آخر هذه الأزمات جائحة كورونا و انفجار مرفأ بيروت والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار بالنسبة لليرة اللبنانية.. ما دفع كثير من الشبان السوريين واللبنانيين إلى الهجرة للبحث عن حياة أفضل ومستقبل مشرق..
خاطر الشبان بحياتهم ومايزالون، بالهجرة غير الشرعية عبر البحر، للوصول إلى قبرص ومنها إلى الدول الأوربية.. معرضين أنفسهم لشتى أنواع العذاب، مستسلمين لفرص النجاة أو الموت في البحر، ناهيك عن حوادث السرقة والنصب والاحتيال التي يتعرضون لها من اللصوص وسماسرة التهريب، انتهاءً بالفشل بالعبور والعودة إلى لبنان والسجن..
خالد شاب سوري ذو ال25 ربيعاً، عانى طويلاً من البطالة وانعدام فرص العمل يحلم كسائر أقرانه بحياةٍ هادئة مستقرة، قرر السفر عبر البحر، حمل أحلامه وركب القارب هو وأكثر من ستين شخصاً بينهم أطفال ونساء ورجال، اتخدوا قرار الموت أو اللجوء إلى بلد والعيش بأمان وسلام..
يوم السبت 15/5/2021 ركبوا البحر وتوجهوا إلى قبرص، باتوا ليلةً كاملةً حتى ظهيرة اليوم التالي في الماء ينتظرون مصيرهم المجهول في عرض البحر…
وصلوا وجهتهم قبرص، لكن الحظ العاثر كان من نصيبهم لتمسك بهم السلطات القبرصية وتعيدهم من حيث أتوا، إلى لبنان..
رغم أن إعادتهم إلى البلد التي خرجوا منها محظور وغير قانوني بموجب القانون الدولي إلا أنهم عادوا…
عندما سألنا خالدا هل ستعاود الكرّة مرةً أخرى وتكرر تجربة اللجوء عبر البحر؟ ردّ دون تردد “نعم سأعود مرة واثنين حتى أصل البلاد الأوربية أو أموت أفضل من هذه الحال التي نعيشها في لبنان”…
هذا حال خالد ومثله كثيرون يعانون البطالة وتدني دخل العامل في لبنان، وارتفاع سعر الدولار والأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان.
يجازفون بحياتهم أملاً في حياة أفضل…
ياسمين السورية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع