يخرجُ سعيد لأيام عديدة مرابطاً على الثغور بين ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، حيث يضطر لأن يرابط مع كتيبتين اثنتين لتأمين لقمة عيش عائلته بعدما ضاقت به الأحوال وقلت فرص العمل في المنطقة.
يقول سعيد “بدايةً إن خروجي مع كتائب الجيش الحر للمرابطة على الثغور مع مليشيات النظام وقوات سوريا الديمقراطية عن قناعة تامة ومن دافع ثوري وديني ليس من أجل المال، ولكن وبعد ضيق الأحوال المعيشية ونزوحنا إلى المخيمات قبل ثلاثة أعوام دفعني للخروج والتسجيل مع كتيبة أخرى بحثاً عن لقمة العيش فراتب واحد لا يكفي لفرد واحد من العائلة”.
يعيش سعيد مع عائلته في مخيم بمنطقة قاح شمالي سوريا بعدما هجرتهم قوات النظام من بلدتهم الواقعة في سهل الغاب غربي حماة، ولسعيد ثلاثة أطفال يعيشون في خيمة مبنية من الطوب ومسقوفة بعازل بلاستيكي وبطانيات.
حول موضوع العمل والرباط مع كتائب الجيش الوطني يقول سعيد “ما أفعله ليس فردياً فالكثير مثلي يضطرون للتسجيل مع عدة كتائب والرباط لمدة أسبوع او اثنين أو بنظام يومي كالرباط ليومين والراحة أربعة، لكن لا راحة عندنا كثيراً ولا نرى عوائلنا إلا لأيام قليلة”.
ما يدفع أولئك الشبان للعمل مع أكثر من جهة والرباط في عدة جبهات هو قلة الراتب الشهري المخصص لهم، ويضيف سعيد “أضطر للعمل مع جهتين، أتقاضى من الأولى مرتباً قدره 600 ليرة تركية، ومن الثانية 500 ليرة وتلك الأموال بالكاد تكفيني لأعيل أولادي وعائلتي مع ارتفاع الأسعار المستمر وانخفاض قيمة الليرة التركية”.
يعاني سعيد ومن معه من ظروف قاسية صيفاً وشتاء نظراً لجلوسهم في الخنادق لساعات طويلة ومجابهة الظروف الجوية القاسية، مما يتركهم عرضةً للمرض ويكلفهم ذلك ثمن العلاج وتكاليفه، عدا عن مصاريف المواصلات بين أماكن سكنهم وعملهم.
يأمل سعيد أن تتحسن الظروف المعيشية لعناصر الجيش الوطني قليلاً ويقول “يكفي أننا نضع أرواحنا على أكفنا ونسهر ليل نهار لحماية أمن المنطقة، هذا الشيء يجب أن يجعل رواتبنا من أفضل رواتب المحرر و ألا نعيش في فقر مدقع ونحن على حافة الموت، بينما عمال المنظمات وغيرهم يتقاضون رواتب تفوق رواتبنا عشرات المرات”.
إبراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع