هاجر الكثير من السوريين إلى أوروبا وغيرها، بقصد الاستقرار مع عائلاتهم، بعد معاناة التهجير والقصف، سعى ” أبو حسن ” للخروج مع عائلته، باتجاه أوربا، قاصداً حمايتهم وتأمين العيش الكريم.
بدأ خطوته الأولى العبور نحو تركيا مع عائلته، وتأمين المسكن لهم ليكمل طريقه وحده، خاطر أبو حسن بحياته حتى وصل ألمانيا، وبدأ إجراءاته، وبعد سنة انتظار استطاع لم شمل عائلته، وعلى الرغم من عيش الكثيرين بسعادة هناك، لم يهنأ أبو حسن بعد كلّ ما عاناه من تعب وعذاب.
يقول أبو حسن والحيرة في كلماته ” فرحت كثيراً لوصول عائلتي إلى ألمانيا، حيث بدأ الأولاد يرتادون المدرسة ويتعلمون اللغة الألمانية ويتقاضون راتباً لذلك، إلاّ أن شيئاً ما تغير، تتصرف زوجتي وكأنني لست زوجها، فراحت تسرف في صرف النقود وتفتعل المشاكل لتطلب بعدها الطلاق، متناسية كل ما بذلته في سبيلها” .
ويكمل محاولاً تبرير موقفها آنذاك ” قلت لنفسي ربما قالت ذلك تنفيساً لغضبها في الغربة، فخرجت من المنزل ريثما تهدأ، وعدت لأصلح ما جرى بيننا، لتقابلني بإصرار كبير على الطلاق، قائلة ” سآخذ أولادي، سيكون لنا منزل ومرتب وأنا سأهتم بهم وإن أردت رؤيتهم لا بأس”.
تمردت أم حسن بعد اطّلاعها على القوانين وعلى الترفيهيات وأنه لن ينقصها شيء بغيابه، مستخدمة دعم حقوق المرأة بشكل خاطئ، كانت أتعاب أبو حسن على عائلته تضيع أمام عينيه، فهمومه في تأمين عائلته ضيعتها زوجته عندما رأت التحرر في ألمانيا، وأن حقوقها تصونها الدولة .
ويكمل أبو حسن والندم في عينيه ” لم أتخيل لحظةً أن أصل إلى هذا الحد من الخذلان والندم، أشعر بالاختناق حقاً وأنا في هذه البلاد لا أستطيع التكلم معها والمطالبة بحقوقي، وأولادي الذين أضعت عمري في سبيلهم تركوني وحيداً بعدما أقنعتهم أمهم أن الأمان معها فقط” .
لم يستطع أبو حسن الجلوس في ألمانيا بعد تلك الخيبات، فالبلد تحول لكابوس مرعب في نظره، ليعود مجدداً إلى تركيا ويكمل حياته وحيداً بعد فقدانه الثقة في كل الناس.
بقلم : فاطمة براء