رفض مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، المصالحة مع “أقلية صغيرة” حاربت النظام الإيراني، وذلك في خطاب أمام آلاف الأشخاص، بحسب ما أفاد به موقعه الأربعاء 15 فبراير/شباط 2017.
وأشارت الصحف الإيرانية في الأيام الأخيرة، إلى فكرة “مصالحة وطنية” بين مختلف المجموعات السياسية، موردة تصريحات للرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي أدلى بها الأسبوع الماضي.
وقال خامنئي: “يتحدث البعض عن مصالحة وطنية، هذا لا معنى له؛ (لأن) الناس موحَّدون عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الإسلام وإيران واستقلال البلد ومقاومة العدو، الناس تتحرك بكل قواها”.
وأضاف متسائلاً: “هناك ربما اختلافات بشأن موضوع سياسي أو آخر، (لكن) لماذا تتحدثون عن مصالحة؟”.
واستبعد خامنئي أي مصالحة “مع من شتموا عاشوراء ومن قاموا بطريقة فظيعة ومخزية بالتعرض للباسيج (شرطة دينية) في الشارع”، مضيفاً أنهم “أقلية صغيرة” في إيران.
وتتهم السلطات متظاهرين كانوا احتجوا في 2009 على إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد، بمهاجمة الباسيج وبأنهم رقصوا وغنوا في الشارع في أثناء يوم عاشوراء الحزين.
وكان تم قمع تلك المظاهرات التي نُظمت بدعوة من مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذين خسرا في الانتخابات أمام أحمدي نجاد، وتم توقيف آلاف الأشخاص.
ويخضع موسوي وكروبي، المتهمين بقيادة حركة “تمرد” ضد النظام، للإقامة الجبرية منذ فبراير 2011.
وحكم حينها على الكثير من المسؤولين الإصلاحيين بالسجن بتهمة “العمل ضد الأمن القومي” و”الدعاية ضد النظام”. وأفرج عن معظمهم لاحقاً.
ويخضع الرئيس الأسبق خاتمي نفسه للتضييق. ولا يسمح لوسائل الإعلام بنشر تصريحاته أو صوره، وهو أيضاً ممنوع عملياً من المشاركة في المناسبات الرسمية. لكنه يظل رغم كل شيء زعيم المعسكر الإصلاحي.
وقال خاتمي الأسبوع الماضي: “أعرف أن هناك مظالم، لكن يجب أن ننظر إلى المستقبل. لا أحد يريد الانتقام”، داعياً إلى “مصالحة وطنية” إزاء التهديدات الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وردّ عليه الكثير من المسؤولين المحافظين، مؤكدين أن على قادة المعارضة أولاً “أن يعترفوا” بأخطائهم وطلب “الصفح” قبل الحديث عن مصالحة.
المصدر:هافينغتون بوست عربي