تركت الحرب في سوريا أثارها السيئة على نفوس الأهالي، وهي جريمة في حق الإنسانية، وتزداد بشاعتها عندما يتأذى منها الأبرياء، ممن لا حول لهم ولا قوة، فقط هم ضحايا صدامات ومعاناة تزداد يوماً بعد يوم، فما يصاحب الحروب من أهوال ونكبات كفيل بزعزعة نفوس الأهالي وأمنهم مدى الحياة، لكن هل من يشعل النيران ويجلب الطامعين بمأمن من الظلم والفتنة؟!
ها هي اليوم مناشدات من أهالي محردة عبر شبكة أخبار حماة، “محردة” :” يا سيادة رئيس اللجنة الأمنية.. يا سيادة المحافظ.. يا ضباط سوريا الشرفاء، برسم رئاسة الجمهورية، محردةتناشد الشرفاء بالتدخل، حياة المواطنين الأبرياء أمانة في أعناقكم، اشتباكات داخل محردة لعناصر الأمن مع مجموعات أمنية أخرى.. أين تحرككم السريع لضمان أرواح الأبرياء.”.
ضياع لهيبة الدولة ملحوظ وتفشي الفساد، حيث علق أحد المواطنين رداً على المناشدة “أصلاً ما ضل في هيبة للدولة صار الواحد بدو ياخذ حقو بايدو يا عيب الشوم”.
وعلق آخر “أصلاً ما طالت قصة الحسم… إلا من هل النماذج”.
وأضافت شبكة أخبار حماة:”
برسم من في دمشق.. اللجنة الأمنية بحماة ماذا فعلت للمشاكل التي حصلت في مدينة مصياف، بقرية البياضة، وما هو عملها بمشاكل بلدتي الربيعة وكفربهم، وماذا سوف تفعل للخلافات الحالية في مدينة محردة؟”.
وأضافت الشبكة:” هذه المعارك بين عناصر منتمية للجنة الأمنية وليس بين مواطنين إرهابيين وإنما بين بعضهم البعض هذه مجموعاتكم.”
وطبعاً كان الرد والتعليقات من الأبناء فيه ملامة لنظام يزداد فساداً، غير أبهه بحقوق المدنيين سواء كانوا مؤيدين لنظامه أو معارضين له.
وجاء تعليق سامر العلي “والله يا شباب اللجنة آخر همها هيك أمور الهم الوحيد كيف يجمعو مال أما المواطن آخر شي بتفكر فيه وإذا واحد فقير بيستلمو أما الروس الكبار ممنوع الاقتراب بالمشرمحي شلة حرمية بقى لا تعذبو حالكن وتناشدو”.
قد يكون من السهل لنظام فقد شرعيته واستعان بالطامعين بالبلاد، أن يقتل أبناء الوطن الأبرياء و كان ذنبهم الوحيد أنهم يعيشون في الأراضي التي خرجت عن سيطرته.
لكن من الصعب حماية الأهالي في مناطق السيطرة، مع ازدياد الفساد والتمييز بين الغرباء المدللين وسكان الوطن المغرر بهم، والذين لا يستطيعون التركيز حتى في تصرفاتهم فهم ملك لشخص بشار الذي لم يجد نفسه يوماً.
يقول أبو مروان من مدينة إدلب لدى مشاهدته المناشدة “ما أجمل إحساس المصداقية .. حين يدرك الجميع أن حكومة نظام فاقد للشرعية.. يطال ظلمها الجميع.. ولا شيء أقسى على الروح من رائحة الأحلام وهي تتبخر.. بأيدي لا يجد محاسباً”.
ويبقى السؤال للأهل الصامدين في وطن ينهار.. هل أنت ممن سيضمد الجراح؟!
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.