لا شك أن الحنان والطيبة ينبعان من قلب طيب لا يعرف معنى الكره، وهذا يتطلب العديد من المعايير التي يجب أن تتواجد في أشخاص بعينهم، بعد شرود عميق نطقت كلماتها بحزن “الخيرة فيما اختاره الله”.
تقول فداء ” أم الأطفال ” المعروفة بطيبة قلبها وشغفها بالأطفال ” أعيش اليوم مع زوجي وبناتي وأهلي في منزل واحد، تزوجت بعمر الـ 14 وسافرت مع زوجي إلى مدينة خان شيخون، وهناك رزقني الله ب “جنى” نور عيوني. وبعد ست سنين رزقت بأختها “هيا” رأيت النور بعينيهما، قدمت لهما كل ما أستطيع من حب وحنان وأمومة، حتى رأيتهما كالورود تكبر أمامي، ذهبنا لزيارة أمي وأبي في مدينة جسر الشغور فاعتقل زوجي ولم نعلم عنه أي شيء، بقيت عند أهلي خمس سنين دون زوجي إلى أن خرج من سجنه بحالة يرثى لها، فعدنا إلى خان شيخون تبعا لعمل زوجي، لم يلبث طويلاً حتى اعتقل مرة أخرى، لكن هذه المرة لم تطل سوى شهرين، وعاد لنا سالما”.
عمّ الصّمت قليلاً فأحسست برعشة تملكت جسدها الضعيف وتابعت “بعد خروج زوجي من المعتقل عشنا في منزل أبي، وكانت فرحتي لا توصف فجميع من أحب حولي وهذا كافٍ لسعادتي، حتى جاء يوم الجمعة أيقظته لصلاة الفجر فارتعش ولم يجبني، وبقيت عيناه جاحظتان دون حراك، شعرت حينها بالعجز، فناديت أبي وقمنا بطلب الإسعاف لنصدم بخبر شلله فكان الخبر كالصاعقة، لكن لا اعتراض على مشيئة الله، بقيت بجانبه أساعده على مصاعب الحياة ونتقاسم مرارتها، حيث رزقني الله عملاً ساعدني في الوقوف على أقدامي من جديد بعد عوائق كثيرة، تمر أيامي من عملي إلى منزلي، فأعود مساء لأرى أحوال زوجي وبناتي وأبي وأمي، فأفرح من جديد بعد التعب.
تقول فداء “كثيراً ما أحتضن أطفال إخوتي وأطفالاً كثر أثناء عملي فأحس بأمومتي تجاههم، فقد حرمت من لذة حمل طفل جديد، وهذا الأمر الدائم الطلب من بناتي فحبهم للأطفال أيضاً دائما ما يرغبون بأخ أو أخت صغيرة لكن تلك مشيئة الله وأمره “.
بقلم : سهير إسماعيل