حبّة البركة أو الحبّة السوداء، نبات عشبي قائم حولي، هكذا عُرّف في علم النبات أما الفلاح فيقول حبة السودة “كويسة وحدقة” إذا أمحلت الدنيا بترسمل.
مناطق الزراعة
جاءت زراعتها إلى سوريا من الهند وزرعت في حوران وفي أرياف حمص الغربية والشمالية حتى ريف محافظة ادلب وجنوب حلب حسب ما يتداوله المزارعون.
وانتقلت زراعته إلى أغلب المناطق السورية لتشابه الطقس والتربة فشملت مناطق من سهول الغاب والغوطة الشرقية وشمالي حلب توسعت زراعتها حديثًا
غلة الفلاح.. الأسعار اليوم:
يقول المزارع “أبو عبد الرحمن” من بلدة صوران شمال حلب، كانت الزراعة السائدة حول حوض النهر من المزارع شمال بلدة صوران وشرقها حتى سدّ الشهباء ومدينة حلب، وكنا نستفيد من مياه النهر في الريّ، نزرع الحنطة البلدية والمعدلة مثل شام 5 لحرق الفريكة.
دخلت زراعة حبة البركة إلى المنطقة أواخر التسعينات ولكن بشكل قليل، وتقبلها المزارعون فأدخلوها في الدورة الزراعية، أما اليوم صارت تشكل النسبة الأكبر من الأراضي المزروعة، تاركةً وراءها السلال الغذائية من قمح وبطاطا.
ويعود ذلك بسبب أسعارها المرتفعة، ففي الموسم الماضي وصل سعرها إلى ثلاثة آلاف ومئتا دولار أمريكي للطن الواحد، فضلاً أنها لا تحتاج رعاية خاصة وتسميد ورقابة ري مثل البطاطا، وتدرّ غلّة ممتازة.
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/759196891867664
تأثيرها على زراعة القمح والبطاطا:
يتابع أبو عبد الرحمن، في زراعة البطاطا، تحتاج رأس مال كبير، فبذار البطاطا “إكثار بذار” يصل سعر النوع لعشرين دولار للكيلو الواحد، وتحتاج أدوية وأسمدة كثيراً، وكما أنها كثيرة التقلب في الأسعار، خساراتها كبيرة عندما تهبط الأسعار في ظل غياب دعم الدولة، والقمح كذلك الأمر صحيح لا يحتاج عناء.
ولكن في السنوات الأخيرة كثر المحل، وتغيرت مواعيد هطول الأمطار، والقمح يحتاج لأمطار منتظمة، وإن أمحلت أو قلّ المطر عن نسبته المعتادة، لن تحصد شيئاً منه.
رأي مهندس زراعي:
ويذكر “محمد الحسن” مهندس زراعي في إعزاز “لا نستطيع إجبار الفلاح على زراعة القمح أو البطاطا بدل حبة البركة أو الكمون، فمن حقّه منفعته.
فهذه الأمور تحتاج رعاية دولة، تدعم المزارع إذا خسر في زراعة القمح في سنين المحل، وتتابع زيارته، ومكافحة الآفات الحشرية التي تنتشر قبل حصاده بأيام، ولكن أنصح المزارعين باتباع دورة زراعية نظامية في الزراعة (بقوليات، سنابل، كمون وحبة سوداء، زراعات صيفية بعلية.. الخ)وعدم التكرار لموسمين متتالين، كي لا تفقد الأرض عناصرها الطبيعية.
ونصح عند زراعة حبة البركة، باستخدام الأسمدة الورقية كمعادن صغرى (زنك- منجنيز- حديد) ، ويجب أن لا تزيد كمية البذار عن 2كيلوغرام للدنم.
تحديات زراعية تواجه المنطقة:
أجمع أهالي المنطقة على الجفاف العام، وجفاف الأنهار الصغيرة (قويق، الساجور)، ونوّهوا للمحاصيل المستوردة من دول تدعم المزارع، مثل البطاطا والبندورة من تركيا، وغلاء أسعار الكهرباء لاستجرار المياه، والمازوت لأعمال الفلاحة والحصاد والريّ.
حبّة البركة نبات طبّي يستفاد منه في صناعات الأدوية ومستحضرات تجميل وله سمة خاصّة في طبّ الأعشاب فيقال عنها” حبة السوداء دواء لكلّ داء.