وفي ظل حرب كرّ وفرّ بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وبين الطرفين ومقاتليتنظيم الدولة الإسلاميّة، كشفت الأحداث أهمية إستراتيجية للمنطقة، شكلت فيما يبدو خلفية اشتباك جويّ بين الطيران الروسي والتركي، تقول دلائل إنه ناتج قابل للتكرار أفرزته حسابات متناقضة للبلدين لا تتعلق فقط بجبل التركمان بل بسوريا كافة.
عاش التركمان السوريون عقودا من التهميش في ظل حكم حزب البعث السوري، وحرموا من حقوقهم القومية والثقافية.
ومنذ اندلاع الثورة السورية شاركوا فيها بكافة مراحلها السلمية والمسلحة، وشكلوا فصائل عسكرية تدافع عن مناطقهم، وأحزابا سياسية تمثلهم، شاركت في معظم الهيئات السياسية المعارضة للنظام.
حول هذا الموضوع، يقول الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات شمس الدين الكيلاني إن الساحل السوري يشهد تنوعا بشكل عام، ويشمل مدن محافظتي طرطوس واللاذقية التي يعيش فيها نحو مليون ومئة ألف نسمة.
وأوضح أن مصطلح جبل التركمان -وهو محاذ تماما للحدود التركية- لم يكن يستخدم قبل الأحداث الأخيرة، ولكن عندما ثار الشعب السوري واتجه النظام نحو الطائفية والاستئصال، جاءت هذه التسمية فيما يبدو ردَّ فعل على ما جرى من مذابح طائفية لمجتمعات سنية.
وأضاف الكيلاني أن نظام بشار الأسد عمد إلى تهميش الشعب السوري عربا وغير عرب، وعندما قامت الثورة قامت بالساحل في نفس اليوم الذي قامت به فيدرعا.
وتابع أن النظام قضى على التحرك في منطقة جبل التركمان بقصف عنيف مستخدما آلته العسكرية، فقضي على الثورة السلمية، فلجأ الشباب إلى منطقة الحافة التي أصبحت مركزا للثورة.
ووسط هذه المعطيات المتعلقة بجبل التركمان وما يحيط به من تعقيدات، يستمر الطيران الروسي في قصفه لمواقع المعارضة السورية في محافظة اللاذقية شمال البلاد، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين قوات المعارضة وجيش النظام على أكثر من جبهة.
وحول هذا القصف الروسي والتغييرات التي شهدتها المنطقة، يؤكد الكيلاني أن التدخل الروسي لم يغير كثيرا في المعطيات على الأرض، فيما عدا استهدافه للمدنيين والمستشفيات والمدارس.
وأوضح في هذا الصدد أن روسيا تريد خلق دولة طائفية للنظام على الساحل، وبالتالي تجريف العرقيات الأخرى غير العلوية، لكنه أكد أن هذا أمر صعب الحدوث، وختم بأن التركمان ليس لديهم مشروع انفصالي ولا نوايا للمطالبة بحكم ذاتي كما يحاول البعض تصوير الأمر.
من برنامج الواقع العربي ـ قناة الجزيرة