بدأت تركيا أعمال صب الأساسات في مشروع بناء وحدات سكنية جديدة في جرابلس على أطراف الغندورة، وفي وقت تسعى أنقرة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وبينما يتصدّر ملفهم السباق الرئاسي في تركيا.
وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو خلال وضع حجر الأساس للمشروع أمس الأربعاء، بحسب وكالة إخلاص التركية، “سيستقر لاجئون سوريون يعيشون في تركيا في المنازل.. في إطار العودة الطوعية والتي تحفظ كرامتهم”.
وأضاف “سيتم بناء 240 ألف منزل في المنطقة”، آملاً إنجاز المشروع في غضون ثلاث سنوات.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن في الثامن من الشهر الحالي، أنّ بلاده تعتزم بناء مائتي ألف وحدة سكنية في 13 موقعاً في سوريا على رأسها إعزاز وجرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، بدعم من منظمات إغاثية دولية ، في خطوة تهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري يقيمون في تركيا.
ووفق إحصائيات وزارة الداخلية التركية الأخيرة فإنّ عدد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم حتى أمس الأول الثلاثاء، بلغ 554 ألفًا و107 لاجئًا.
ووسط انتشار لقوات ومدرعات تركية وأعلام تركيا وقطر الممولة الرئيسية للمشروع، تجول صويلو في موقع المشروع الذي سيتم تشييده على أرض مطار قديم كان يُستخدم لأغراض زراعية.
وعلى لوحة إعلانية كبيرة، كتب باللغتين العربية والتركية “مشروع العودة الطوعية الآمنة والمشرّفة” مرفقة بشعارات هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) وصندوق قطر للتنمية وجمعية العيش الكريم.
وبينما يتحدث أردوغان الذي نال في الدورة الأولى من الانتخابات 49,5 بالمائة من الأصوات، عن عودة “طوعية” للاجئين إلى سوريا، وعد خصمه كمال كيليتشدار أوغلو الذي حصل على 44,9 بالمائة من الأصوات، “بإعادة كل اللاجئين إلى ديارهم فور وصوله إلى السلطة” في “غضون سنتين”.
وقال المحلل السياسي عمر كادكوي، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” (في عام 2011، “ظهر أردوغان كمدافع عن هؤلاء الذين يهربون من وحشية الرئيس السوري بشار الأسد، وكان في نظر ملايين السوريين الملاك الحارس الذي استقبلهم.
وأوضح أنّ توجهات الرئيس التركي تغيرت، عندما أدرك أنه لا يحظى بدعم روسيا للعملية العسكرية الجديدة، ضد القوات الكردية في شمال سوريا.
وأردف “لقد أدرك أنه يجب عليه في نهاية المطاف إعادة ترتيب موقفه، كملاك حارس للسوريين”، موضحًا كيف أطلق أردوغان آنذاك “هذه الخطة الكبيرة لإعادة مليون شخص إلى شمال سوريا، بالتعاون مع حكومة دمشق”.
يذكر أن تركيا نفّذت بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام” شمالي سوريا، ضد تنظيم الدولة “داعش” وتنظيمي “YPG/PKK” التابعين لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.
الجدير بالذكر أنّ المعارضة التركية تحاول استغلال اللاجئين السوريين كورقة ضغط في سبيل حثّ الأتراك على انتخاب مرشح المعارضة “كلنشدار أوغلو” الذي يعد بترحيل اللاجئين السوريين.