قالت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية إن الغارات الجوية الروسية في سوريا قتلت من المدنيين أكثر مما فتكت به من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، رغم مزاعم موسكو بأن تدخلها العسكري يهدف إلى إلحاق الهزيمة بتلك المجموعة.
وطبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ما يربو على ألف مدني لقوا مصرعهم في أربعة شهور من حملات القصف الروسي. وبالمقارنة، أودت الغارات الجوية بحياة 893 من مقاتلي تنظيم الدولة في العراق وسوريا، و1141 مسلحا من الفصائل الأخرى.
وكانت روسيا -التي تعد واحدة من أوثق حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد- قد باشرت ضرباتها الجوية بالإنابة عن حكومة دمشق في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
ومع أن المكاسب على الأرض بقيت محدودة، فإن الخبراء يقولون إن موسكو حققت هدفها الأساسي منها المتمثل في تحصين المناطق الشمالية الغربية من سوريا الخاضعة لسيطرة النظام من تقدم فصائل المعارضة المسلحة.
وذكرت الصحيفة أن قوات الأسد، تحت غطاء القوة الجوية الروسية، حققت تقدما في محيط حلب ثاني أكبر المدن السورية وفي المناطق الجنوبية التي ظلت تخضع لسيطرة المعارضة المدعومة من الغرب طوال السنوات الأربع الفائتة. كما استردت القوات الحكومية بلدة سلمى من قبضة الثوار بعد أن ظلت طيلة ثلاثة أعوام معقلا لهم في محافظة اللاذقية الساحلية التي تعد حصن النظام الحصين.
وقالت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إن روسيا سددت “ضربات مباشرة” للمدنيين في مناطق المعارضة قبل أن تُزيِّف الأدلة حتى لا تُتهم بارتكاب جرائم حرب.
مركز الشرق العربي