لم ينحصر الدمار في سوريا على قتل المواطنين وتشريدهم وقصف ممتلكاتهم في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام خلال الخمس سنوات الماضية، بل تعدى الأمر للتدمير الاجتماعي والأخلاقي في مناطق سيطرته، حيث تفشى الفساد وانحلال الأخلاق بكافة مناحي الحياة، كما انتشر السلاح بكل المناطق السورية والقتل المتعمد والسرقة والخطف وتجارة المخدرات والعلاقات غير المشروعة في ظل غياب تام للرقابة والأمن.
أصبحت المخدرات في مناطق سيطرة النظام تباع بشكل علني في دمشق واللاذقية وطرطوس وحلب، لتصبح مصدر رزق جديد لكثير من الشباب التابعين لخلايا حزب الله اللبناني، فبهذه الأيام أصبح الحشيش البعلبكي يباع وبشكل مفضوح في أسواق دمشق، حيث يحضره عناصر الحزب عبر الحدود السورية اللبنانية دون تعرض سياراتهم للتفتيش ثم تباع في الأسواق السورية التي باتت من أنشط أسواق العالم بتلك التجارة.
لم يسع النظام للحد من انتشار المخدرات وملاحقة البائعين بل على العكس كان كبار المسؤولين والضباط يتاجرون بالمخدرات، وبات الشخص الذي يقتني مخدرات يعتبره النظام من الموالين له، يقول أحمد لموقع الآن وهو من مدينة حلب فر إلى مدينة طرطوس ” أضع في بيتي كمية قليلة من الحشيش وبعض زجاجات الكحول تجنبا لأي صدام مع عناصر الأمن إزاء أي مداهمة للبيت، دخلوا مرة ووجدوا الحشيش الذي وضعته على مرمى أبصارهم، فلم يكملوا تفتيشهم، ضحكوا وطلبوا مني أن أتابع التحشيش فهو ما يبرئني من الإرهاب طالما أنني من حلب”.
لطالما كانت الأخلاق عنوان الشعوب وحثت عليها جميع الأديان السماوية، إلا أن تعدد الجنسيات في كافة المناطق السورية ساهمت بنشر بما تحمله من قيم وأخلاق على المنطقة التي يعيشون بها، وفي سوريا تأثرت مناطق سيطرة المعارضة والتي يغلب الطابع الإسلامي عليها، فتقوم بعض الجماعات من المهاجرين بفرض الحجاب الشرعي وتعليم الفقه والقرآن، بينما نرى في مناطق سيطرة النظام انتشار العلاقات غير المشروعة بين الرجال والنساء، وباتت الحدائق العامة ملتقى لهم يمكن لأي مواطن مشاهدتها، وقد أكدت مصادر موالية للنظام أن عدد الدعاوى التي يعالجها القضاء بخصوص الخيانة الزوجية في مناطق سيطرته بلغت 6000 دعوى قضائية في مختلف المناطق السورية ينتهي معظمها بالطلاق.
يروي حسن من مدينة ادلب قصة تفشي العلاقات غير المشروعة في حديقة الباسل سابقا قبل تحريرها: ” بقيت الحديقة ملتقى للعشاق من الفتيات وعناصر الشبيحة لمدة طويلة إلى أن قتلت إحدى الفتيات تم اغتصابها ورمي جثتها في الحديقة على يد عناصر من اللجان الشعبية، وأغلقت الحديقة على إثر الحادثة”.
لا يمكن لأحد أن ينكر انتشار السرقات وتجارة السلاح والعديد من حالات الخطف داخل المناطق الخارجة عن سيطرة النظام أيضا، إلا أن النسبة الأكبر في مناطق سيطرته في ظل الانفلات الأمني بسبب الحرب وتخبط النظام والسعي نحو كسب المزيد من العناصر، مما أعطى النظام الضوء الأخضر لمؤيديه ممارسة ما يحلو لهم من إتجار بالمخدرات والسلاح وخطف وسرقة للفتيات وممتلكات المواطنين ولا ضوابط أخلاقية تحد من ذلك التدهور الأخلاقي، هذا عدا عن الفساد في كافة مؤسسات الدولة وتفشي الرشوة بشكل علني.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن