ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﺤﺴﻜﺔ ﻭﺭﻳﻔﻬﺎ، ﻣﻊ ﺗﻜﺒﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻓﺠﺮﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺗﺴﺎﺑﻖ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﺮ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺃﺿﺤﻴﺔ ﻟﻨﺤﺮﻫﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﺎﺕ ﺃﻗﻠﻬﺎ ﻳﻜﻠﻒ ﻧﺤﻮ 100 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ.
ﻭككل ﻋﻴﺪ، يبدأ بعبارة “ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺑﺨﻴﺮ” ﻭﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻷﻭﻝ.
ﺃﻣﺎ الأيام ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ ﺣﺮﻛﺔ ﺑﻴﻊ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺃﻗﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﺮﻳﻒ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻓﺮ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ، ﻭﺫﻟﻚ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﺍﺳﺘﻼﻡ عدد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﺮﻭﺍﺗﺒﻬﻢ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻭﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺗﻪ.
ﻗﺎﻝ “أبو محمد ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﺪﺭﺳﺎ ، واصفاً الوضع في المدينة والحالة المعيشية المضنية ، وتأخر رواتب الموظفين ، ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺭﻏﻢ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺑﻜﺜﺮﺓ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺧﻔﻴﻔﺎ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺄﻳﺎﻡ ﺍﻷﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
وﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺳﻌﺮ ﺍﻟﺴﻜﺮ وﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ، ﺃﻋﺎﻗﺎ ﻋﻤﻠية ﺻﻨﺎﻋﺔ”ﺍﻟﻜﻠﻴﺠﺔ” ﻛﻌﻚ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ، وارتفاع الاسعار ما ساهم في سرقة فرحة العيد.
ﻛﻤﺎ تقول “ﺃم مروان” ﻣﻦ حي ﺍﻟنشورة ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ الجديد لأبنائي فهم يحتاجون على الأقل 15 ﺁﻻﻑ ﻟﻴﺮﺓ للشاب، ﻭﺍﻟﻔﺘﺎﺓ 20 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ، ﻟﺸﺮﺍﺀ ﻛﺴﻮﺓ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻊ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، وﻫﻜﺬﺍ ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻷﻛﺜﺮ ﻣن 35 ﺃﻟﻒ ﻟﻴﺮﺓ، رغم أنني وضعت بموقف حرج إذ أن اطفال الجيران لبسوا ثيابهم الجديدة لحالتهم المادية الجيدة واضطررت إلى إقناع أوﻻدي بالثياب المستعملة.”
وقال أحد المتقاعدين:” لم يعد ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻳﻜﻔﻲ للأكل والشرب ، ﻓﺎﻟﺴﻜﺎﻛﺮ ﺃﺭﺧﺺ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﻣﻨﻬﺎ ﺑـ1000 ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔـ، ﺃﻣﺎ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻚ اﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻚ ﻓﻘﻂ، ﻭﻻ ﺗﻘﺘﺮﺏ.”
إﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻷﺳﻌﺎﺭ والفقر الذي تعيشه المدينة وعدم استلام رواتب الموظفين ﺍﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻀﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺭﻏﻢ ﻛﺜﺮﺓ ﻣﺮﺗﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﻮﻕ، ﻓﺴﻌﺮ”ﺳﻜﺎﻛﺮ” ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺗﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ 800 ﻭﺣﺘﻰ 1500، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺑﻴﻦ 50 ﺣﺘﻰ 250 ﻛﺄﻗﺼﻰ ﺣﺪ، ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺴﻜﻮﻳﺖ 1000 ﻟﻴﺮﺓ ﺃﻱ ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻧﺤﻮ20 ﺿﻌﻔﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻟﺒﺴﺔ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺑنطال ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻳﺴﺎﻭﻱ 3000 ﻟﻴﺮﺓ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﺬﺍﺀ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ.
وتبقى الغصة الأكبر هي فقدان الأهالي لابنائهم الشهداء و المعتقلين و المهاجرين إلى أوربا، ويعتبر أهالي الحسكة أنهم يعيشون في مدينة يحكمها قانون الغاب القوي يأكل حق الضعيف في ظل تقاسم السيطرة على المدينة من قوات النظام و حلفائه و قوات الأسايش و قوات الحماية المسيحية.
المركز الصحفي السوري – محمد العلي