أطلق رئيس شركة شبكة الشرق الأوسط للإرسال السفير ألبرتو فيرنانديز مشروعه في إصلاح وتطوير كل من قناة الحرة وراديو سوا ، والحرة عراق وفق نموذج ليبرالي شفاف يقوم على نظام أميركي هدفه تغطية كل القضايا التي يتجنب الإعلام العربي الخوض فيها، ويتم تهميشها بسبب فقدان العالم العربي لإعلام مستقل شفاف، وسيطرة الأنظمة والحكومات والتيارات الإسلامية على منابر الإعلام وتوجيهها وفقا لمصالحها وأجندتها.
منذ انطلاقة قناة الحرة عام 2003 تفاءل الكثيرون بهذه المحطة لتكون صوتا لهم في مجال حقوق الإنسان والحريات، ولكن إدارة القناة تمت عبر أشخاص توجهاتهم السياسية كانت عكس رسالة المحطة في نشر الديمقراطية وصناعة الإعلام الحر والشفاف.
فقد تناوب في البداية عليها موفق حرب رجل حزب الله الفاسد والذي خرج من المحطة تاركا فسادا واختلاسات مالية كبيرة، ليستلم المحطة دانيال ناصيف القومي السوري والمتعاطف مع حزب الله ونظام الأسد، حيث وجه القناة وفق مسارات لصالح توجهاته السياسية مع استجلابه ل مدير الأخبار في قناة الجزيرة حسان الشويكي والذي طرد من الجزيرة بسبب رفضه تغطية الثورة السورية وأحداثها ودفاعه عن نظام الأسد.
ومنذ استلام الشويكي لقسم الأخبار في قناة الحرة باتت مصادره كلها الإعلام السوري من الإخبارية السورية وقناة دنيا ووكالة سانا . الفساد وصل لدرجة أن شويكي مع ناصيف كانوا يأثرون تعيين صحفيين وموظفين موالين لنظام الأسد ولحزب الله وإيران مع استبعاد الصحفيين المعارضين للأسد من سوريين ولبنانيين.
القناة من ناحية التوظيفات والإعلام كانت تدار بين ناصيف وشويكي وليلى بزي مديرة البرامج التي تم نقلها من مكتب بيروت لتصبح مدير للبرامج مع عدم كفاءتها الإدارية والصحافية والثقافية لإدارة هكذا قسم مهم. لكن كيلي سوليفان نائبة الرئيس للشؤون الإدارية مع رئيس الشركة براين كونيف لم يكونا يباليان بهذا ولا يتدخلان في الأمور التوظيفية بقدر اهتمامهم بقضايا المال والميزانية والعقود الخارجية، ولهذا تحولت القناة إلى مؤسسة يعمها الفوضى والبيروقراطية الفاسدة.
ألبرنو فرينانديز الذي تخلى عن مهام ناصيف مدير التحرير بسبب فساده، ولكنه ما زال يحتفظ بالشبكة الكبيرة من رؤساء الأقسام الذين كانوا أذرع لناصيف في توجيه القناة وفق أيديولوجيات سياسية مشبوهة.
فقد كان الصحفيون يتوقعون من رئيسهم الجديد تطهير القناة من هذه الشبكة المشبوهة والمرتبطة بحلف طهران ونظام الأسد وحزب الله، وطرد مدير الأخبار شويكي الموالي للأسد، والمدراء الشيعة المرتبطين بطهران، ومديرة البرامج ليلى وطردت من الخليج بسبب علاقتها مع حزب الله. إضافة إلى تشكيلها لبرامج خارجية في مصر ودبي وبيروت والتعاقد مع شركات إنتاج وتوظيف المئات من الموظفين الذين لا يملكون الكفاءة مقابل حصولها على عمولات مالية كبيرة. ولهذا انتهجت سياسة انتقامية بحق العاملين في قسم البرامج وذلك بتهميش وطرد واستبعاد العديد من الصحفيين والموظفين بقرارات ظالمة بسبب انتقادهم لها وإعاقتها لهم في عملهم الصحفي والبيروقراطية المريضة التي تتعامل بها في القسم والمخالفة لقيم وقوانين العمل الوظيفي في أميركا. وحدث كل هذا تحت حجة خفض النفقات وإلغاء بعض الوظائف.
الدبلوماسي الأميركي ألبرتو فرنانديز يتقن العربية وعايش الثقافة العربية في الخليج وسوريا والسودان، ويعلم جيدا كيف يطور القناة ويطهرها من الأجندات المعادية لأميركا سواء من نظام الأسد والملالي وحزب الله والتيارات الإسلامية المهيمنين على مفاصل المحطة ويعيقون تطورها وعدم ولائهم الأخلاقي للمحطة. سيحتاج الرئيس الجديد لشهور ليكتشف أن سيطرة رؤساء الأقسام الموالين لنفس السياسة القديمة والمعادين في توجهاتهم لأميركا هم شركاء مع رئيس الشركة براين ونائبته كيلي سوليفان ومدير التحرير ناصيف مع مديرة البرامج ليلى ومدير الأخبار شويكي وغيرهم عن فساد المحطة وتراجعها، ولهذا خطوة ألبرتو بطرد مدير التحرير غير كافية لنقل القناة من البيروقراطية الإدارية والأجندة السياسية المشبوهة إلى الإعلام الليبرالي الحر والشفاف، بل يحتاج لتطهير شامل وعام وتعيين مدراء ليبراليين ليساعدوه في أن تكون الحرة صوت إعلامي قوي داخل كل بيت في العالم العربي بصورة مستقلة ومحايدة تحت أسس نقل الخبر وتحليله بعيدا عن الأجندات السياسية.
فهل سيفعلها الرئيس الجديد وينصف العاملين في القناة المحرومين من التطوير والمكافأة والمساهمة في نجاح الحرة؟ سؤال يطرح نفسه تحت قاعدة أن التغيير الشامل والجذري سينقل الحرة والعاملين فيها إلى منصة الليبرالية والإعلام الشفاف وفق نظام أميركي أساسه العمل ولغة الإعلام.
سحر كمال – دبي