أقرّ النظام الأسد قانوناً جديداً يحرم بموجبه السوريين خارج مناطق سيطرته في سوريا واللاجئين من وثيقتهم الشخصية.
أفادت مصادر إعلام النظام مساء أمس، أن مجلس الشعب التابع للنظام أقر تعديلاتٍ على قانون الأحوال المدنية، وأقره قانوناًى جديداً بديلًا عن القانون السابق الصادر بموجب المرسوم رقم 26 لعام 2007.
شاهد… قصة أم أحمد لتتعرف على انتهاك الحقوق وضياعها
وأضافت المصادر أن القرار يحدد بموجبه مدة سريان البطاقة الشخصية بـ” 10 ” سنوات من تاريخ صدورها ويتوجب على المواطن التقدم بطلب تبديلها في مدة لا تقل عن ” 30 ” يوماً ولا تزيد على” 6 ” أشهر قبل تاريخ انتهاء مدتها، ووجوب حصول كل المواطنين ذكوراً وإناثاً على البطاقة الشخصية عندما يتمّون ال 14 من عمرهم، بذريعة إنهاء التزوير والتلاعب في البيانات المدنية.
تأتي خطوات النظام في إطار الإعداد لتنظيم الانتخابات لإحصاء أعداد السجل الانتخابي، بالتزامن مع اقتراب الانتخابات لمنصب رئاسة الجمهورية التي من المقرر عقدها في نيسان القادم.
تلك الإجراءات ستمكّن النظام من التلاعب بالسجل الانتخابي من خلال السجل المدني بإزالة قيودٍ وإضافة أخرى، بما يخدم مشروعه في إقصاء السوريين خارج مناطقه وفي معتقلاته، من حقهم في الاقتراع وبقية حقوقهم لعدم امتلاكهم قيود شخصية، والتي خسرها الكثيرون من هؤلاء سابقاً نتيجة القصف أو الضياع.
لا يفوتنا هنا الحديث عن فئة من ملايين السوريين في مثل تلك القرارت؛ وهم النازخون ممن هجروا قسرياً، بالإضافة إلى اللاجئين والمعتقلين والمغيّبين ممن لن يتمنكوا من الحصول على البطاقة الشخصية لظروف النزوح واللجوء، وخشية الملاحقة الأمنية للنظام، وبالتالي حرمانهم من تلك الوثيقة الرسمية التي تعدّ أبسط حقوق المواطن السوري.
كما أن إقرار البرلمان تجديد البطاقة الشخصية النظام، سيفرض على ملايين السوريين رسوم وغرامات تأخيرٍ ستدعم خزينة نظام الأسد الفارغة، في ظل الحصار الاقتصادي المفروض عليه.
يذكر أن النظام الأسد روّج شائعةً حول تجديد البطاقات الشخصية عام 2018، وذلك لسحب الهوية السورية من السوريين المقيمين خارج مناطق سيطرته داخل سوريا وخارجها ممن لا يستطيعون التوجه إلى المناطق الموجودة فيها قواته، ما أثار موجةً عارمةً من الغضب دفعته للتراجع عنها.
تعد الأوراق الثبوتية حقٌّ إنسانيّ وقانونيّ تكفله الشرائع، وحرمان المواطن منها، تفضي لانعدام الكيان القانوني للإنسان وبذلك يخسر قدرته في الحصول على حقوقه وممارستها.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع