بلدة سورية من أكثر المناطق الملوثة
روائح وغازات كريهة وأصوات مزعجة
سرطانات وأمراض تنفسية وتشوهات خلقية منتشرة
شركة روسيا تتلاعب بالعقد وتطرد عمالا سوريين لدى مؤسسات النظامٍ
ما السبب وما هي البلدة؟
بلدة قطينة بؤرة أمراض ومأساة صحي
أدت مخلفات معامل الأسمدة وانبعاثاتها من الغازاتِ والمعادن السامة لأضرارٍ في الهواء والماء والتربة في بلدة قطينة وبحيرتها.
تسربُ المخلفات والمعادن للتربة أدى لخروج آلاف الدونمات من عملية الإنتاجِ التي تُزرع بالقمح والشعير والبازلاء وفقا للمزارعين هناك
كما أن ملوثات معامل الأسمدة وصلت للمياه الجوفية وأجرت هيئة الموار المائية التابعة لحكومة النظام دراسة للآبار المحيطة بشركة الأسمدة في البلدة فماذا اكتشفت؟؟
كانت النتائجُ خطيرة تنذر بكارثة صحية على الحياة فيها
فقد انتشرت شوارد الكبريتاتِ والفلور والنترات والفوسفات والأمونيا على الآبار بدرجات متفاوتة وصل تأثيرها لكيلو مترين
وتضرر المزارعون الذين يعتمدون على تلك الآبار لسقاية مزروعاتهم
بل بلغ الأمر أخطر من ذلك، إذ بلغت نسبةُ الفلور الذي يسبب حروقا عند ملامستِه للجلد، على أشجارِ البلدةِ ونباتاتِها ثلاثة آلاف وخمسين ميلي غراما بدلاً من نصف ميلي.. التي تُعدُّ نسبةً عالميةً كما وصل الفلور لاثنين فاصلة سبعة ميلي غرام في المياه بحسب دراسة أجريت عام 2014 بمخابر الطاقة الذّرية والسموم بوزارة الصحة التابعة للنظام
إضافة أنه وصلت شوارد الكبريتات والفوسفات والفلور
الناتجة عن مخلفات معامل الأسمدة لبحيرة قطينة التي يصطادُ الأهالي منها السمكَ كمصدر رزقِهم، ووضَّح عددٌ من شهود العيان أنَّ حسكَ الأسماكِ هذه كبيرٌ وضخمٌ على غير العادة.
وحديثا لم يتم رصدُ مستوى هذا التلوث؟ فكم سيكون قد بلغَ برأيكم؟
كشفَ طبيبٌ بالبلدةِ عن انتشارِ أمراض تنفسية علوية وسفلية وسرطانات وتشوهات خلقية وعقم وأمراض جلدية تحسسية
كما أنَّ طلابَ المدارسِ القريبةِ من المعاملِ يعانون من حالاتِ ربوٍ وأمراضٍ تنفسيةٍ
الشركةُ الروسيةُ تستحوذ على شركةِ الأسمدة.. ماذا فعلت بالعمال السوريين وهل التزمت ببنود العقد؟
عام 2018 حصلت شركةُ ستروي ترانس غاز على عقد استثمار الشركة العامة للأسمدة القريبة من بلدة قطينة بريف حمص الجنوبي بموجب قرار من مجلس الشعب التابع للنظام
صرح المديرُ العامُ لمؤسسة الكيمياء أسامة أبو فخر لوسائل أعلام مقربةٍ من النظام أن الشركة الروسية ستطور وتحدّث المعامل وتخفّض كلفة الإنتاج وتزيد الأرباح وتدخل تكنلوجيا حديثة للإنتاج
حصلت الشركة الروسية على 65% من حصة شركة الأسمدة
لمدة 40 عاما قابلة للتجديد
ولكن هل هذا ما حصل؟
لم يحدث ما صرح به أبو فخر فالشركةُ الروسية لم تغير آلات شركة الأسمدة أو تطورها وبدأ الدخان يخرج من أسفل الشركة بدلاً من أعلاها بسببِ الآلاتِ القديمةِ التي ورد في العقدِ أنها ستُجدد.. لكن الشركة الروسية ضربت ببنود العقد عرض الحائط
كما أنَّ الشركةَ لم تقدم حاجةَ مناطقِ سيطرةِ النظامِ من المنتجاتِ الرئيسيةِ والثانويةِ حتى خلال فترةِ الاستثمار، في حين تضمنَ العقدُ مع الشركة الروسية تأمينَها
وتمت سرقةُ مخزونِ الكبريت في المعامل مع بدايةِ فترة الاستثمار
وطَردُ 85 بالمئة من عمال الشركة السوريين وأُحضرَ غيرهم
كانت الشركةُ الروسيةُ تمنعُ العمالَ من الدخولِ للمعاملِ لأنَّهم تعاقدوا مع حكومةِ النظام وليس معها
كما احتجزت قوة روسيةٌ عددا من العمال السوريين القدماء داخلَ مستودعٍ ثم أفرجت عنهم بعد احتجاجات من زملائهم وتدخل وزير الصناعة بحكومة النظام
تعمقت الخلافاتُ بين العمالِ والشركةِ الروسية ما أدى لفصلِ بعضِهم بحججِ نهايةِ الخدمةِ والغيابِ الطويلِ ونقلت وزارةُ النقل بحكومةِ النظام بعضَهم لمعاملِ الألبانِ والنسيجِ
لم تعالج حكومة النظام للآن التلوث البيئيّ الحاصل وتحد من الأمراضِ التي تتفشى وتزدادُ يومياً، ولا يعلم إذا كانت الشركة الروسية تسمح لحكومة النظام بالتدخل بشركة الأسمدة ..
تقرير/محمد إسماعيل
المصدر/ الوطن /درج/ شهود عيان/ تصريح أسامة أبو فخر مدير مؤسسة الكيمياء