“طال الانتظارُ يا عزيزتي، متى سيكرمنا الله بمولودٍ تقرّ به أعيننا وتُشفى بمجيئه جراحنا”
“أبو عبدالله” شاءت إرادة الله أن يتأخر انتظاره ليرزق بابنٍ يبهج حياته، وعاش أياماً وليالي محروماً في حسرته وحيداً مع زوجته بين جدران المنزل البارد.
يقول أبو عبدالله “كانت حياتي فارغة، لم تسع الدنيا حسرتي وآلامي، كنت أشعر أن المنزل قبراً وأن الحسرة ستظل ترافقني حتى مماتي، لكن النور شعّ بعد طول انتظار، والأمل من الله جاء بعد مناجاةٍ طويلة”
ينبعثُ النور إلى قلبِ أبي عبدالله، بعد زواجٍ استمر أكثر من 15 عاماً، عندما أيقن أن لا مناص من العلاج، و إجراء عملية “زرع” عساه أن يرزق بمولود يملأ عليه حياته.
“تخبرني زوجتي أنها تريد إجراء تلك العملية، لكنني كنت رافضاً بتاتاً تلك الفكرة، كانت عقليتي آنذاك وتفكيري يخبرني أن ما سيأتيني سيأتي لامحالة، فلماذا أقبل على مصيري؟”
يزيد إصرار الزوجة، “أريد طفلاً يزيّن عليَّ حياتي، فاليأس بدأ يحطّم أركان قلبي، لا أريد أن أبقى وحيدةً مدى الدهر، هل تفهمني؟؟
_ حسنا عزيزتي، سأفعل إن شاء الله”
اقتنع أبو عبدالله بالفكرة، ربما شوقه للطفل كان أعظم من مكابرته ورفضه لفكرة زوجته، حتى جاء اليوم ليخطو خطوةً نحو أملهم المنشود.
بعد طول انتظارٍ، أُجريت عملية زرع الأطفال، كان الانتظار شاقاً على نفس تلك العائلة، والهدوء والصمت يخيّم على المنزل، حتى وصل الأمل وزفت البشرى إلى أبي عبدالله.
“أبو عبدالله، أنا حامل…
اهتزت أركان أبي عبدالله، انهمرت الدموع من عينيه، بدأ الحمد والشكر، قائلاً الحمد لله، يا رب تمّم علينا نعمتك وأرنا قرة أعيننا”
بعد انقضاء فترة الحمل، جاء اليوم الموعود، وزيّن حياة أبي عبدالله طفله الصغير عبدالله، واصفاً ذاك اليوم بأن الشمس أشرقت لأول مرة في منزلهم، والنور والبهجة عمّت حياتهم.
وهناك الكثير من عوائل حرموا من النسل والذرية، ويعود ذلك لمسبباتٍ كثيرةٍ، منها العقم والمشاكل النفسية وغيرها، ويشكل الرجال نسبةً تتراوح بين 40-50% من نسب العقم، أما عند النساء، فهناك سيدة بين كل 7 سيداتٍ تترواح أعمارهن بين 30-34 لديها مشكلة بالحمل، وتزداد النسبة مع ازدياد العمر.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
قصة خبرية/إبراهيم الخطيب