قلة الاهتمام الطبي وتردي القطاع الصحي، نقص في الأدوية، عدم رش المبيدات الحشرية، موجات النزوح المستمرة للآن، ازدحام في المناطق الآمنة النسبية في الشمال السوري، جميعها أسباب أدت بنهايتها لانتشار الأوبئة المزمنة ومنها المعدية في ظل الحرب السورية وعدم توفر الأساليب والوقاية اللازمة لها خاصة بعد هجرة الكثير من الكادر الطبي، ولا سيما من بينها المرض الجلدي ” اللشمانيا “.
اللشمانيا هي مرض يصنف ضمن الأمراض الطفيلية حيوانية المصدر، يُصاب به الإنسان عن طريق لدغ أنثى نوع من البعوض تُسمى حشرة الرمل، وتنتقل من إنسان لآخر أو من حيوان لآخر، من الممكن أن تمتد نادراً للأعضاء الداخلية، أعراضها ألم في البطن وظهور طفح جلدي وإذا لم يتم تداركها ستؤدي لضخامة في الكبد أو الطحال، وموسم انتشارها بكثرة في فصل الصيف.
قبل عامين شاع هذا المرض في ريف إدلب مما استدعى جهود مجموعة من الأطباء والناشطين الميدانيين لمحاولة الوقاية منها ومكافحتها والتوعية بها خاصة بعد أن بلغ عدد الحالات المصابة بها 9 وحالة وفاة واحدة، وكان ذلك عبر إطلاق حملة تحت مسمى ” اللشمانيا انتهى ” بدأ من مدينة حارم وانتقل لمناطق ثانية وكان من أهم نشاطاتها رش الغرف داخل المنازل الأرضية بالمبيدات ووضع الستائر الواقية الموزعة أو الناموسيات على شبابيكها لمنع دخولها إليهم، فبمجرد أن تلامس الذبابة الناموسيات ينتقل لها المبيد فتموت، وهذا بعد أن تم تدريب 40 عاملاً لرش المبيدات وبشكل سريع بما أن 90% من إصاباتها تنتهي بالموت، كما نقلت أخبار الآن عبر تقرير تلفزيوني لها.
أما في مدينة إدلب بدأت مؤخرا حملة إعلامية توعوية عن هذا المرض من خلال تعليق البروشورات التعريفية عن أهمية الوقاية منها وخطرها وتجول الأشخاص المعنيين برش المبيدات في شوارع المدينة حاملين لوحات مكتوب عليها ” حملة مكافحة حبة حلب، البرنامج الوقائي، ساعد في رش منزلك للوقاية من حبة حلب “، ومع مطلع الشهر القائم بدأت منظمة ” منتور ” بحملتها الإعلامية المتزامنة بالتطبيق في مختلف أحياء مدينة إدلب وستختتم فعالياتها مع أول الشهر القادم، وكانت عملية الوقاية وفقاً لمراسلة المركز الصحفي السوري انطلق نشاطها منذ الصباح الباكر عن طريق الوقوف بسيارة الحملة المقلة للفريق أمام أبواب البنايات والنزول للطوابق الأرضية فيها أو الأولى منها لرش المبيدات بما أن الذبابة لا تنتقل لأعلى من 2 م.
لا بد أن الأنشطة الإنسانية التوعوية الوقائية لمثل هذه الأمراض الخطيرة هي بغاية الأهمية لأنها تعالج العديد من الأشخاص أو تقيهم من الإصابة بها، لطالما أن الجهل بتفاصيل انتقالها ومدى سرعته أمر طبيعي بما أنها غير معتادة كثيراً فيما قبل الأزمة السورية.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن