الجو بارد والوحل يملأ الأرض، هناك على حافة الطريق يجلس عبد الله يفترش الأرض بكتبه وأقلامه خلف إسطوانات الغاز، ليكافح من أجل حلمه وقوت عائلته.
ما مصير العقارات التي تم شراؤها في الشمال السوري دون وجود أوراقٍ ثبوتيّةٍ رسميّة
عبد الله طفل ذو 12 ربيعاً، يقطن في مخيمات النزوح شمال سوريا، استطاع عبد الله ورغم صغر سنه أن يوازن بين العمل والدراسة، حين سلبت منه طفولته وجميع حقوقه، بقي متمسكاً بحقه بالتعلم.
يقول عبد الله وقد رسمت على وجهه ابتسامة طفولية بريئة: “أنا لما أنصرف من المدرسة أرجع على البيت، آخد الجرار وكتبي وأنزل على رأس الشارع لأساعد أبوي أبيع الجرار وأحفظ دروسي”.
يجلس عبد الله طوال النهار ينتظر الزبائن ليبيعهم عبوات الغاز أثناء غياب أبيه، فيما ينهي حفظ وكتابة ما تلقاه صباحاً من دروس، ثم مع غروب الشمس يحمل حقيبة كتبه وعبوة الغاز فوق كتفيه ليعود للمنزل بعد مضي نهار شاق على طفل بسنه.
يعمل عبد الله ليساند والده بتأمين قوت عائلته، في ظل ظروف معيشية صعبة يقاسيها معظم قاطني المخيمات، إلا أن تلك الظروف القاسية لم تثنِ ذاك الصغير عن طلب العلم.
يقبع الطفل في مخيم طيور الجنة للنازحين، الواقع بقرية قاح في ريف مدينة إدلب، بعد أن هجرته آلة إجرام النظام قسرياً من بيته، ليقاسي معانات النزوح في المخيمات حاله حال الملايين من المهجرين.
يختم عبد الله كلماته بأمنية لطالما تمناها آلاف الأطفال أمثاله “بتمنى نرجع على بيتنا وما صير حرب”.
بقلم : سدرة المنتهى
المركز الصحفي السوري