خذلتهم الدول, حطمت الحرب أحلامهم وخطفت منهم أجمل لحظات الطفولة البريئة التي من المفترض أن تكون أسعد أيام حياتهم.
لا مدارس واقفة على جدرانها,ولا قلوب تنبض بالسعادة, هذا ماعاناه
شعبنا السوري الثائر منذ بداية الثورة وحتى هذا اليوم, حتى أطفالنا كان لهم نصيب من ظلم الطغاة.
ذكرى {جمعة أطفال الحرية} أو مجزرة جمعة أطفال الحرية والتي حدثت في الثالث من حزيران لسنة 2011، في إشارة إلى الأطفال الذين قتلوا خلال
التظاهرات التي شهدتها سورية منذ منتصف آذار والذين بلغ عددهم أكثر 30 طفلاً، حسب تقرير لصندوق رعاية الأمومة والطفولة -اليونيسف- التابع للأمم المتحدة.
اطفال الحرية
تسمية طبيعية بعد أسبوع كرست مظاهرته لروح الطفل حمزة الخطيب البالغ من العمر 13 عاما والذي استشهد تحت التعذيب، وقد شهد الأسبوع الماضي استشهاد المزيد من الأطفال، حيث استهدفت حافلة كانت تقل 12 طفلا في مدينة الرستن، واستشهدت فيها طفلتان وجرح نحو عشرة أطفال آخرين بالإضافة إلى طفلة بعمر الأربع سنوات، ومن لم يمت من أطفال سورية برصاصهم جعلوه يكبر قبل أوانه, سرقوا طفولتهم وزرعوا الحزن في قلوبهم الغضة
ينظر الواحد فيهم حوله فيرى أمه أو أباه .. أخته أو أخاه ..
يرى جاره أوصديقه .. يرى زميله أو رفيقه ..
يراه صريعا مضرجا بدمائه ..
لم تكن بيدهم بندقية ولا رشاشا
بل كانت لافتة تطالب بالحرية
وأصواتاً تقول الله أكبر !!، فقد انطلقت هذه المظاهرات في كل من القامشلي وعامودا والدرباسية بالإضافة إلى حماه وحمص ومدينة معرة النعمان في محافظة محافظة درعا وريف دمشق وفي مدينة دير الزور شرقي سورية.
وفي العاصمة دمشق انطلقت المظاهرات من جامع الأشمر في حي القدم وجامع الحسن في حي الميدان وحي ركن الدين.
وفي حماه وسط سوريا، تظاهر أكثر من 100 ألف شخص ضد النظام السوري حيث أطلقت قوات الأمن الرصاص في الهواء لتفريقهم، بالإضافة إلى إصابات من دون أن يكون هناك إمكانية لتحديد عدد المصابين.
واللافت في تلك الجمعة أن “أكثر من مئة ألف متظاهر خرجوا في حماه، يترنحون على أراجيح الموت, و أطلقت قوات الأمن السورية النار عليهم بشكل مباشر ليتقاسمون خبز الموت ثم يودعون الحياة؛ ما أدى إلى استشهاد اكثر من 70 مواطنا سوريا وجرح عدد كبير من المتظاهرين ولذلك أطلق الناشطون على يوم السبت الذي تلى هذه الجمعة “سبت نصرة حماه”.
لقد اغتال النظام براءتهم وقتل طفولتهم, وقضى على بسماتهم, وأوقف ضحكاتهم، وسط اسئلة مطروحة أمام الرأي العالمي الذي أصيب بالصمم لسماع صوت أطفال سورية الحزينين.
فما كان لهم من مجيب إلا عيون الحيارى .. وقلوبا ثكالى ..
عيونا تقول أن هذا حكم الطاغية، قلوب تقول لهم إن الله المنتقم الجبار ..
نعم سينتقم الله منك يا طاغية عصرك ..
وسط أصوات تقول …الله اكبر.
آل سوريا الحزينة يسألون, بأي ذنب قتلت؟!!
أماني مطر _ من ذاكرة الثورة