شيع إيرانيون ومهاجرون أفغان بمدينة مشهد شمال شرق ايران ثلاثة من الشبان الأفغانيين الذين قتلوا في جنوب العاصمة السورية دمشق في مواجهات مع مسلحين تابعين للجماعات الإسلامية المتشددة.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن من وصفتهم بـ”الشهداء الثلاث هم رضا ميرزايي وسيد حسن موسوي وعباس علي زاده قتلوا في جنوب دمشق أثناء دفاعهم عن مرقد السيدة زينب بنت علي”.
ولم تفصح وسائل الإعلام الإيرانية عن هوية القتلى، واكتفت بنشر تقارير عن مراسم “تشييع ثلاثة شهداء في مدينة مشهد قتلوا في سورية”، في حين أوضحت الصور التي نشرت أن القتلى هم من اللاجئيين الأفغانيين.
ويبلغ عدد الأفغانيين المتواجدين على الأراضي الإيرانية نحو مليون ونصف بحسب إحصائيات حكومية إيرانية، ويتواجد أغلب هؤلاء في مدينة مشهد وطهران وشيراز وقم وساوه.
ويرى مراقبون أن الصراع الدائر في العراق بين الجيش العراقي وعناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” شكل ورقة ضغط على الجماعات العراقية خصوصاً عصائب أهل الحق، وحزب الله النجباء وغيرها ممن كانت تقاتل في سوريا، ما جعلها تترك مواقعها وتتوجه للعراق لمواجهة التنظيم المتشدد، لكن التقارير تؤكد أن جنازات أولئك المقاتلين الأفغان بدأت تظهر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013.
وشيع أهالي محافظة قم أيضاً والتي تقع جنوب العاصمة طهران، الشهر الماضي جثماني شخصين أفغانيين قتلا أثناء “دفاعهما عن مقام السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب” في ريف دمشق بحسب وسائل الاعلام الايرانية التي ذكرت أسميهما “حسن محمودي وسيد احمد حسيني”.
وفي الشهر الماضي، قتل عشرة من الافغان المقيمين في ايران، في سورية وشيعوا في عدد من محافظات إيران بينهم اثنان من مدينة قم، وسبعة آخرون من محافظات مشهد وشيراز وطهران.
جدير بالذكر أن آلاف الشيعة من عراقيين ولبنانيين وباكستانيين ويمنيين يقاتلون في سوريا إلى جانب النظام، فيما يقول هؤلاء “انهم يقاتلون للدفاع عن المراقد المقدسة هناك”!..
وأكدت تقارير أن “فيلق القدس التابع للحرس الثوري ” الإيراني يجنّد اللاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا برواتب شهرية تبلغ 500 دولار بالإضافة إلى منحهم أوراق إقامة إيرانية حيث يعاني اللاجئون الأفغان من هذه المشكلة منذ وقت طويل حيث تُعد إيران موطناً لحوالي نصف مليون من الهزارة.
ويشكّل اللاجئون الافغان هدفاً منطقياً للتجنيد الإيراني للحرب في سوريا. ولدى طهران سجلٌّ حافل باستغلال السكان الشيعة الذين تستطيع التأثير عليهم بشكل مباشر بفعل مركزها الجغرافي – الاستراتيجي والديني والتاريخي.
ونظراً إلى الفترة الطويلة التي عاشتها الجماعات الأفغانية في إيران، قد تجد طهران في الحرب فرصةً لبسط نفوذها على العناصر الشيعية المختلفة والمضي قدماً بمخططاتها القيادية.
وعلاوة على ذلك، فإن استخدام المقاتلين ذوي الانتماءات العرقية المتنوعة قد يسهم في إظهار الدعم الشيعي الكبير لقوات الأسد الدفاعية المسلحة التي تنظّمها إيران، مع الهدف المفترض المتعلق بإضفاء الشرعية على نهج طهران.
وذُكر في تقارير عديدة، أن “الحرس الثوري الإيراني” والتابعين له يتكبدون خسائر في سوريا ويستوجب بالتالي إيجاد بدائل عنهم.
وهنا يعتبر الشيعة الأفغان، الذين يملكون بغالبيتهم تجارب تدريبية مع الحروب الطائفية الضروس في أفغانستان، المرشحين الأمثل لمحاربة الثوار السُّنة في سوريا، على الرغم من أن فعاليتهم في ساحة المعركة ما زالت غير مؤكدة. لكن وجودهم المتنامي يتيح على الأقل للقوات الإيرانية وغيرها التابعة لها فترة راحة هي بأمسّ الحاجة إليها.