الهجوم المضاد البطيء الذي تقوم به أوكرانيا ضد روسيا يبني الزخم: تحليل

ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين والخبراء العسكريين أن الهجوم المضاد المتثاقل الذي بدأته أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر ربما اكتسب الآن زخماً كافياً لمواصلة تجاوز التحصينات الدفاعية الروسية في جنوب أوكرانيا – وهو ما يحقق الهدف الأصلي للجهود التي تحركت ببطء منذ يونيو/حزيران.

ويحدث التقدم على الأرض حيث أن أوكرانيا على وشك الحصول على أسلحة جديدة، مثل 31 دبابة من طراز M1 Abrams، كما بدأ بعض طياريها التدريب اللغوي اللازم لإعدادهم للطيران بطائرات مقاتلة أمريكية الصنع من طراز F-16.

وذكرت شبكة ABC News أيضًا الأسبوع الماضي أنه من المرجح أيضًا أن تزود إدارة بايدن أوكرانيا بصواريخ ATACM طويلة المدى، التي يبلغ مداها 190 ميلًا، والتي كانت تطلبها منذ العام الماضي.

ويظل من غير الواضح كيف ستغير شحنات الأسلحة الجديدة ساحة المعركة، لكن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أنه من الممكن أن تكون أوكرانيا الآن على وشك تحقيق مكاسب إقليمية في الجنوب بعد التحصينات الدفاعية الروسية الأقوى من المتوقع والتي أعاقت الهجوم المضاد الأوكراني لفترة طويلة.

النقطة الرئيسية في ساحة المعركة تقع بالقرب من بلدة روبوتاين في جنوب أوكرانيا، حيث قال مسؤول أمريكي لشبكة ABC News إن القوات الأوكرانية استخدمت مشاة راجلين لتجاوز حزام العوائق الأول باستخدام مشاة راجلين تم تمكين حركتهم من خلال استخدام القوات الأمريكية. قدمت ذخائر عنقودية في مساحات مفتوحة كبيرة استهدفت المركبات والخنادق الروسية.

وقال المسؤول إن أوكرانيا لم تستخدم بعد الجزء الأكبر من قوتها القتالية في الهجوم المضاد وأن المهندسين القتاليين الأوكرانيين يعملون الآن على توسيع ساحة المعركة المفتوحة بالقرب من البلدة للسماح بدخول المزيد من القوات.

في مقابلة نادرة الأسبوع الماضي، قال ترينت مول، مدير التحليل بوكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، لصحيفة الإيكونوميست إنه بعد الوصول إلى خط الدفاع الثاني لروسيا، من “الاحتمال الواقعي” أن تتمكن القوات الأوكرانية من اختراق جميع الخطوط الدفاعية الروسية. في جنوب أوكرانيا بحلول نهاية عام 2023. على الرغم من أن مول حذر من أن محدودية الذخيرة وسوء الأحوال الجوية قد يجعل هذا الأمر “صعبًا للغاية”.

وقال مول لصحيفة الإيكونوميست: “لو أجرينا هذه المحادثة قبل أسبوعين، لكنت أكثر تشاؤما بعض الشيء”. “إن اختراقهم على الحزام الدفاعي الثاني … هو في الواقع كبير جدًا.”
في الأسبوعين الماضيين، استعادت القوات الأوكرانية ما يقرب من ثلث ما يقرب من 42 ميلا مربعا من الأراضي التي استعادتها روسيا منذ بدء الهجوم المضاد الأوكراني وفقا للبيانات التي جمعها معهد دراسة الحرب (ISW)، وهو معهد في واشنطن. الدبابة التي تراقب عن كثب الحرب في أوكرانيا.

وقال فريد كاجان، مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد أمريكان إنتربرايز، لشبكة ABC News: “إن اختراق موقع دفاعي مُجهز مثل هذا أمر صعب للغاية وصعب حتى بالنسبة للجيش الأمريكي”.

وأضاف: “الأوكرانيون يقومون بذلك في ظل ظروف أصعب بكثير مما نفعل، وهذا الاختراق الأولي مهم للغاية”.

ايه بي سي نيوز / الصورة: رسم توضيحي
تم تقييم السيطرة على التضاريس حول Robotyne اعتبارًا من 5 سبتمبر 2023
برادي أفريك؛ معهد دراسة الحرب ومشروع التهديدات الحرجة التابع لـ AEI
أكثر من ذلك: ستساعد الولايات المتحدة في تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات F-16
“لديك شعور بأنهم على وشك تجاوز الدفاعات الرئيسية، لكن لا يمكنني أن أقول ذلك على وجه اليقين، ولكن يبدو أننا على وشك حدوث شيء ما هنا في الأسابيع القليلة المقبلة،” الملازم المتقاعد وقال الجنرال بن هودجز، القائد السابق للجيش الأمريكي في أوروبا، لشبكة ABC الإخبارية.

على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، تباطأت وتيرة تقدم القوات الأوكرانية بسبب حقول الألغام الشاسعة التي زرعتها روسيا في الشتاء الماضي كجزء أول من دفاع ثلاثي الطبقات تم بناؤه خلف خطوطها الأمامية في جنوب وشرق أوكرانيا تحسباً لهجوم مضاد أوكراني. خلف حقول الألغام، وضعت روسيا خطًا ثانيًا من “أسنان التنين” المضادة للدبابات وخطًا ثالثًا من الخنادق الدفاعية التي يحرسها آلاف من القوات الروسية التي تم الاحتفاظ بها في الاحتياط.

وأبطأت حقول الألغام بشكل كبير تقدم أوكرانيا الأولي للمركبات المدرعة التي توقع المسؤولون الأمريكيون والغربيون أنها ستسمح للقوات الأوكرانية بتحطيم الدفاعات الروسية بسرعة.

دفعت الخسائر الفادحة في القوات الأوكرانية والمعدات الثقيلة كبار القادة العسكريين الأوكرانيين إلى تغيير تكتيكاتهم إلى نهج أكثر منهجية ينتشر عبر نقاط مختلفة عبر خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل مع روسيا.

كان هذا التحول يتعارض مع تدريب المشاة والمدرعات والمدفعية المقدم للقوات الأوكرانية من قبل الجيوش الأمريكية والأوروبية، لاختراق الخطوط الروسية من خلال اختراق سريع منسق في موقع واحد من شأنه أن يفتح الطريق أمام قوة أوكرانية أكبر.

لكن المحللين الأمنيين الذين يراقبون القتال في أوكرانيا يرون أن التقدم الأخير في ساحة المعركة هو إشارة إلى أن التحول التكتيكي من قبل الجيش الأوكراني كان خطة أكثر واقعية بالنظر إلى القيود المفروضة على الجيش الأوكراني.

فياتشيسلاف مافريشيف / سوسبيلني أوكرانيا / جلوبال إيماجيس أوكرانيا عبر غيتي إيماجز قالو: الولايات المتحدة تسرع تسليم دبابات أبرامز، وقد تصل إلى أوكرانيا بحلول الخريف.
“بالنظر إلى موقف الهجوم اليوم، فإن قرار أوكرانيا باستنزاف القوات الروسية عن طريق النيران والتقدم تدريجياً بوحدات صغيرة قد ساهم في تعزيز نقاط قوتها”، كما قال مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وروب لي، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. كتب في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية في مقال حديث .

وقال هودجز لشبكة ABC News: “على الجانب الروسي، نرى الكثير من الأدلة على أنهم فقدوا الكثير من المدفعية، كما تدهورت لوجستياتهم ومقراتهم وقدرتهم على نقل الاحتياطيات بشكل كبير”.

وقال “وأعتقد أن هذا يرجع إلى حد كبير إلى تكيف أوكرانيا مع البيئة والوضع على الأرض”.

وقال هودجز: “أعتقد أن الأوكرانيين أدركوا بسرعة أن عليهم التركيز على تدمير المدفعية الروسية بدلاً من مجرد… الدفع عبر حقول الألغام الهائلة هذه”، بتكلفة كبيرة في الأرواح والمركبات.

ويعتقد هودجز أن أوكرانيا تكيفت أيضًا من خلال شن هجمات طويلة المدى بطائرات بدون طيار داخل روسيا، وهو ما يوضح أن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا أكثر شمولاً من مجرد حملة برية.

وبينما يتفق المحللون الأمنيون على أن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا في الجنوب يبدو أنه يكتسب زخماً، فإنهم يشيرون إلى أن ما سيحدث بعد ذلك يعتمد على عدة عوامل.

وكتب كوفمان ولي في مقالهما: “بالنسبة لروسيا، المشكلة واضحة ومباشرة”. “إن التحصينات تكون أكثر أهمية إذا كانت مأهولة. وإذا تدهورت قواتها، وافتقرت إلى التعزيزات، فإن هذه الدفاعات سوف تبطئ تقدم أوكرانيا ولكنها لن تعيقه. ويعتمد الأمر أيضًا على ما إذا كانت روسيا ستختار استخدام احتياطياتها لشن هجمات مضادة أو تشغيل قوات متعددة”. خطوط الدفاع.”

وكتبوا: “بالنسبة لأوكرانيا، فإن التحدي الأساسي لا يتمثل في اختراق الخطوط الروسية، بل القيام بذلك مع وجود قوات كافية في الاحتياط لاستغلال هذا الخرق لتحقيق أهدافها”.

ستحصل أوكرانيا قريبًا على قوة نيران إضافية للمساعدة في المرحلة المستقبلية من الهجوم المضاد، بما في ذلك 31 دبابة أمريكية الصنع من طراز M1 Abrams ستصل هذا الخريف. لكن كيفية استخدامها ستعتمد على ظروف ساحة المعركة.

وقبل هجومها المضاد، تلقت أوكرانيا العشرات من دبابات ليوبارد الألمانية الصنع والمركبات المدرعة للقيام بهجوم ميكانيكي كبير أوصت به الولايات المتحدة والدول الغربية القادة العسكريين في أوكرانيا.

وأعادت شحنات الأسلحة إلى الأذهان صور معارك كبيرة محتملة بالدبابات، لكن الواقع على الأرض مختلف كثيرًا حيث استخدمت أوكرانيا دباباتها بأعداد صغيرة لدعم أعداد صغيرة من القوات المتقدمة بشكل أساسي.

لكن احتمال اختراق أوكرانيا للطبقة الثانية من الدفاعات الروسية قد يسمح لقوات المدرعات الأوكرانية بالمشاركة في عملية مناورة سريعة قد تؤدي إلى اشتباكات مباشرة مع الدبابات الروسية.

وقال كاجان لشبكة ABC News: “هذه هي المرحلة التي تتوقع فيها رؤية الدبابات الروسية وهي تناور في المؤخرة للدفاع ضد الأعمدة الأوكرانية المتقدمة، حيث لم يقم الروس ببساطة بالحفر في مواقع دفاعية ليكونوا أقوياء طوال الوقت”.

وأضاف: “حقيقة أننا لا نراها في مرحلته لا تعني أنه لا يوجد سبب لتوقع أننا سنراها قادمة”.

أدى اقتراب فصل الشتاء إلى تكهنات بأن على أوكرانيا تحقيق أهدافها الهجومية المضادة في الشهرين المقبلين، لكن بعض المحللين يعتقدون أن أوكرانيا ستواصل عملياتها لمنع روسيا من إعادة بناء أفرادها ومعداتها.

وقال هودجز: “سيواصلون الضغط. إنهم لا يريدون منح روسيا دقيقة واحدة لإعادة تجميع صفوفها وإعادة تسليحها وتقديم المزيد من القوات ومزيد من المجندين والتدريب”. “سيواصلون الضغط عليهم.”