بتلاشي الأمل بالعودة إلى سوريا والضغوط المتزايدة على الجالية السورية في تركيا، من انخفاض مستوى الأجور وغلاء المعيشة، إلى ارتفاع تكاليف الحياة، كلها أسباب تدفع بعض السوريين لاتخاذ قرار الهجرة إلى أوربا ومغادرة تركيا آملين بمستقبل جيد لهم ولعائلاتهم.
الأمل بضمان المستقبل والتأمين الاجتماعي في دول أوربا دفع باللاجئ محمود زيدان الرجل الأربعيني، من ريف حمص، ليقول والحزن يسيطر على حديثه: ” بدول أوربا في رواتب والبيوت مالها أجارات، صعوبة توفير المال مقارنة مع تدني أجرة في العمل لا تكفي كلفة الحياة المرتفعة ومتطلبات عائلتي لاسيما لا يوجد ما يُحسن من الواقع وتحقيق حياة كريمة ما دفعني للتفكير بالهجرة فتركت زوجتي وأطفالي الصغار وهاجرت”.
” زوجتي وولادي بتركيا وعم حاول اعملون لم شمل لعندي بألمانيا”، يقول محمود وفي عينيه البنيتين شوق لعائلته فتسيل دموعه المسترسلة على خديه شارحاً كم المعاناة والتعب بالابتعاد عن عائلته وشوقه لأطفاله الصغار وكمية المتاعب التي تواجهها زوجته بتسيير أمور المنزل في غيابه، فالمدة ليست بقصيرة وخاصة أن لديه طفلة مريضة بحاجة لرعاية خاصة.
سعاد الحاج عبد الله تحدث من كفرنبل برف إدلب تقول: ” اتزوجت وعمري 19 سنة وبعد 3 أشهر من زواجي رجع زوجي ع النمسا وحاليا عمري 23 سنة وانا لسه عم استنى لم الشمل لسافر لهنيك”.
بروح متعبة وقلب مكسور توضح سعاد حجم المعاناة التي واجهتها أثناء دخولها إلى تركيا عن طريق التهريب، ومن ثم إقامتها في فندق الريحانية لمدة 4 سنوات منتظرة أمل سفرها إلى زوجها موضحة كمية القهر في بعدها عن زوجها الذي هاجر إلى النمسا وهي لازالت عروس تعيش غربة الأهل وغربة الزوج.
تتابع سعاد حديثها بصوت حزين وهموم غربة عاشتها وحيدة فتقول: ” تركت أهلي وإجيت ع تركيا وتعذبت كتير لطالعت كملك مشان مااتعرض للترحيل”، ففي مدة بقائها في تركيا لم تكن تخرج كثيرا حتى لا يتم ترحيلها إلى سوريا فهي لم تكن تملك بطاقة الحماية المؤقتة ” الكمليك” عدا المدة الطويلة التي مكثت فيها في تركيا منتظرة سفرها إلى زوجها.
ويبقى أمل اللجوء إلى دول أوربا الهاجس الوحيد لمعظم السوريين وخاصة فئة الشباب الذين لا يرغبون بالعودة إلى سوريا، ما ينذر بكارثة على التغيير الديمغرافي الذي سيحصل في المنطقة وفقدان الهوية لاحقا.
خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع