في الوقت الذي تحتفل فيه نساء العالم بيوم المرأة العالمي، وتطالب بالمزيد من الحقوق والحريات، وتحتفل بالإنجازات التي حققتها، تعيش المرأة السورية حياة مختلفة تماما من الكفاح لتجمع بين دور الرجل والمرأة، كما تقوم بدعم من حولها لمتابعة مسيرة الحياة في ظل ظروف الحرب الصعبة التي تمر بها سوريا.
من قصة نجاح خديجة نبدأ حكايتنا، حيث تعتبر نفسها أنها محظوظة جدا، فقد خرجت من سوريا إلى تركيا بعد بدء الثورة بسنة تقريبا تتذكر وتقول:” في ذلك اليوم العصيب من عام 2012 كان قرار خروجنا من البلد بيد والد زوجي بعد أن قتل النظام زوجي، لم يكن أمامنا سوى المخيمات التركية، لنجد صعوبات كثيرة منها التأقلم في العيش المشترك مع أناس لا نعرفهم”.
تضيف وهي تقف خلف محلها الذي استأجرته لتبيع به الملابس في قرية ” يلدا ” الواقعة جنوب تركيا على الحدود السورية التركية بعد أن خرجت وأولدها من المخيم لتكمل حياتها، استطاعت بمبلغ بسيط فتح محل وأكملت تعليم أطفالها، فهي تعتبر نفسها مثالا ناجحا للمرأة التي لم تكمل تعليمها، لتؤكد أن الحياة من علمتها أن تقف في وجه المصاعب مهما بلغت ذروتها.
فتعتبر المخيمات شمالي سوريا أكثر حظا من مخيمات الجنوب، فقد رصدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قصة نجاح الطالبة آلاء البالغة من العمر 19ربيعا في عامها الأول في الجامعة ، فقد حصلت على المرتبة الأولى رغم الصعوبات التي تعيشها، حيث انتقلت مع عائلتها إلى مخيم الزعتري في الأردن ربيع عام 2013م بعد أن تهدمت قريتهم في محافظة درعا، فتقول:” الخيمة صغيرة ولا تكفينا أنا وإخوتي الخمسة، لذلك أدرس في ساعات الليل المتأخرة على ضوء مصباح يعمل بالطاقة الشمسية بسبب انقطاع التيار الكهربائي “، لتحقق نجاحا في فترة قصيرة جدا .
يعيش الكثير من السوريين في المخيم والبالغ عددهم 81,500 حسب المفوضية العليا للاجئين السوريين منذ عدة أعوام، مع أمل ضعيف بالعودة للوطن، وصعوبات لإيجاد الحلول للمسائل المتعلقة بالبنية التحتية كالمأوى والكهرباء والمياه، يتحول الاهتمام بشكل متزايد نحو التحديات طويلة الأمد بما في ذلك التوظيف والتدريب وتطوير المهارات والتعليم.
وتشكل الفتيات والأطفال أكثر من نصف سكان مخيم الزعتري، وحسب نفس المصدر لا يذهب ثلث هؤلاء إلى المدرسة حالياً، ومن أصل 9,500 شاب في المخيم تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عاماً، ذكاء آلاء الواضح وإصرارها الراسخ حولاها أن تكون واحدة من القلائل اللواتي سيتمكن من السير بعكس التيار، لكن مع خطر تفويت جيل كامل من اللاجئين في مخيم الزعتري للدراسة الثانوية والتعليم العالي.
قصص كثيرة خلدتها نساء وفتيات سوريا منها ما ألقي الضوء عليها ومنها مالم يسمع بها، إلا أنه وعلى الرغم من جميع المصاعب لا تزال المرأة السورية صامدة في وجه التحديات التي تواجهها في كل يوم لتثبت للعالم إرادتها القوية التي لم تتمكن الحرب من إخضاعها.
اماني العلي
المركز الصحفي السوري