لا شك أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك و تويتر واليوتيوب و الواتساب، كان له تأثيرات حياتية واضحة علينا، بالرغم من كل فوائد تلك الثورة التكنولوجية، كان هناك سلبيات و منها إشغال الناس و إبعادهم عن الكتب والمطالعة .
الأستاذ ” أيمن نبعه ” أحد المحبين للقراءة، بدأ بمكتبة صغيرة في مدينة إدلب، يحدثنا عن حال المكتبات المهجورة و رسالته في هذا الخصوص حيث قال لنا : ” بدأت عملي بتأسيس مكتبة نقش في مدينة إدلب ولكني واجهت الكثير من المصاعب و لعل أهمها هروب الناس من الكتاب، و انشغالهم بوسائل التواصل الاجتماعي و هو ما أحزنني و جعلني انتقل للخطوة التالية ” .
الخطوة التالية التي يعنيها الأستاذ أيمن هي تأسيسه لمركز ” نقش ” للطباعة و النشر وسط مدينة إدلب، كأول دار نشر مصغرة في المحرر .
حيث أردف قائلاً : ” بعد تأسيس المكتبة انتقلت لتأسيس دار نشر صغيرة و بإمكانيات محدودة، رغم أن ذلك يعتبر مجازفة مني و إضاعة للمال و الجهد، و لكن حبي للثقافة و رغبتي بلفت نظر القرّاء إلى أهمية الكتاب، جعلني أقدم على هذه الخطوة، ولله الحمد نجحت الفكرة والآن لدينا لأول مرة منذ التحرير، دار نشر صغيرة في مدينة إدلب ” .
لا يتوقف محدثنا الأستاذ أيمن عن التكلم عن الوضع المزري الذي وصل له الكتاب في المنطقة المحررة في شمال غرب سوريا، في ظل عزوف شبه كامل للناس عن قراءة الكتب أو اقتنائها أو حتى زيارة المكتبات، و يحدثنا عن فكرة مشروعه و تخصصاته و أهداف و أسباب إنشائه .
مركز ” نقش ” للطباعة و النشر و الذي يُعتبر دار نشر صغيرة حسب المتاح و لكنه يقدم الكثير من الخدمات فهو قادر على طباعة الكتب حسب الطلب، كذلك طباعة كتب للمؤلفين الراغبين بنشر آدابهم ومعارفهم المختلفة، رغم عزوف الكتاب عن هذا الأمر.
بسبب عدم وجود حفظ لحقوق الملكية أو وزارة ثقافة تهتم بهذا الأمر، وكذلك يقوم بتأمين الكتب الجاهزة واستيرادها من عدة مناطق .
تبقى فكرة دار نقش، كالجزيرة الصغيرة في بحر متلاطم الأمواج محيط بها من كل صوب، ولكن هكذا أفكار ريادية و إبداعية لا بد أن تجد طريقها إلى النور لأن وسائل الثورة الرقمية مهما بلغت من جبروت وانتشار، لن ترقى إلى رائحة صفحات الكتاب الورقي مع فنجان من القهوة، كما قال لنا الاستاذ أيمن ..
بقلم : ضياء عسود
المركز الصحفي السوري