بعد ثلاث سنوات غياب بسبب جائحة كورونا منذ قمة تونس 2019، تستضيف الجزائر القمة العربية بدورتها العادية الواحدة والثلاثين، بعد أن استضافت ثلاثة دورات سابقة منذ القمة الأولى في أنشاص مصر 1946 ، حيث استضافت قمم ال 2005/1988/1973.
_ انعقاد القمة
افتتح صباح أمس الثلاثاء جدول أعمال القمة العربية في العاصمة الجزائرية الجزائر، تحت شعار لم الشمل، بحضور واسع من الزعماء العرب، ومن المفترض أن يختتم جدول أعمالها اليوم، ببيان ختامي بات متوقعاً ومعروفاً وغير منتظر من أحد.
وكعادة القمم العربية ستتصدر القضية الفلسطينية مواضيع النقاش وأولوية البلاغة في الخطابات،
دون مرجعية واقعية على الأرض، وسيكون لوثيقة إعلان الجزائر “لم الشمل الفلسطيني” حصة الأسد في قاعة المؤتمرات،
هذه الوثيقة التي وقعتها فصائل فلسطين في الجزائر قبل حوالي شهر من انعقاد القمة،
لتتقاسم تلك الفصائل الحصص الانتخابية المتوقع إجراؤها خلال سنة من تاريخ الإعلان.
وسلم في بداية المؤتمر الرئيس التونسي قيس سعيّد قيادة القمة للدولة الجزائرية، بعد خطاب ذكر فيه أولوية العمل العربي في قضية فلسطين، والنظر في القضايا العالقة في ليبيا.
الجزائر التي تسعى إلى زعامة عربية جديدة تسلم رئيسها عبد المجيد تبون شارة القيادة، بعد جهوده في إعلان الوثيقة الفلسطينية، وتلميحه للمنعطفات التاريخية بقضية فلسطين في إشارة واضحة إلى زعماء تخلفوا بسبب التطبيع الإسرائيلي العربي.
فيما يسعى سعيد إلى قيادة تحالف الممانعة العربي بعد دمشق، التي مازالت مستبعدة عن القمة، رغم الجهود الروسية والجزائرية وصمت قطري يوحي بموافقة العودة دفعا من الحلفاء تركيا وإيران.
وكما بدوره دعا تبون إلى وفاق سياسي في ليبيا واليمن وسوريا
دون الخوض في تفاصيل القمع والجرائم التي ارتكبتها الأطراف المتحاربة في ليبيا،
ونظام الأسد ضد شعبه، وانقلابات الحوثيين وجرائمهم في اليمن.
_ الغياب والحضور
حضر ما يقارب ثلثي زعماء العرب ومُثّل الثلث الغائب بتمثيل مقبول،
وحضرت منظمات وهيئات دولية كالأمم المتحدة ومنظمة جامعة الدول العربية،
فيما كان الغياب الأكبر لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وغاب معها زعماء المغرب،
ورئيس دولة الإمارات، وأمير الكويت وملك البحرين، ويكون أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، المسؤول الأعلى تمثيلا من منطقة الخليج الذي يحضر القمة.
ومن رؤساء الوفود العربية الأخرى للقمة،
نذكر المشاركة الأولى لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله الثاني،
وكذلك ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد الجابر الصباح،
ومن ليبيا محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي الليبي،
فيما يمثل اليمن رشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي اليمني، ويمثل لبنان،
نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، ويمثل العراق الرئيس عبد اللطيف رشيد الذي تولى منصبه مؤخرا.
فيما بقي مقعد سوريا شاغراً، بعد محاولات روسية جزائرية لملئه.
_ خطابات رنانة ورسائل خبيثة
تسعى الجزائر إلى مزيد من النفوذ الإقليمي على خلفية وضعها المتنامي كمصدر للغاز،
لذا تمثل القمة، التي تستغرق يومين، فرصة أخرى للرئيس عبد المجيد تبون لإثبات ذلك.
وقال الخبير حسني عبيدي، مدير مركز الدراسات والبحوث حول العالم العربي في جنيف،
لوكالة فرانس برس للأنباء:
“السياسة الخارجية الجزائرية انتقلت إلى مرحلة مواجهة على المستوى الإقليمي والإفريقي والعربي”.
فوصفت روسيا_ عبر رسالتها إلى الجامعة العربية دور الجامعة وقمة الجزائر بأنه مهم في تصحيح الوضع الدولي، وأبدت استعدادها لتطوير التعاون مع الجامعة “لتوطيد الأمن” في المنطقة والعالم.
فيما دعت حركتا “فتح” و “حماس” اليوم الثلاثاء، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية،
القادة والزعماء العرب المجتمعين في الدورة ال31 للقمة العربية
بالجزائر إلى ضرورة إقرار إعلان الجزائر للم الشمل الفلسطيني، واعتباره جزءا من مقررات القمة وتشكيل فريق عمل جزائري-عربي لتنفيذ بنوده.
ومن جهة أخرى دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيظ إلى حل في سوريا،
متكلما بالعموميات فقط، دون أرضية أو التلميح لصيغة معينة،
وقال يجب ألا نلقي بأعباء المشاكل العربية على الدول الإقليمية والمنظمات العالمية، مكتفيا بخطاب قومي لا يسمن ولا يغني عن حرب.
أما الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” اكتفى بقضية فلسطين داعيا إلى تعايش بين الفلسطينيين والدولة الإسرائيلية، حتى دون أن يدين أعمال القتل والعنف الإسرائيلي.
_ تحالفات واضحة وأحلاف الممانعة
صراعات سوريا وليبيا واليمن على جدول أعمال القمة،
فإن وزراء الخارجية العرب يسعون إلى التوصل إلى توافق حول الصياغة بشأن التدخل التركي والإيراني في المنطقة،
وما إذا كان ينبغي ذكر أنقرة وطهران بالاسم أم لا.
والمفارقة في هذه القمة أنها توصف بأنها حدث موحد، في حين أن لكل دولة عربية جدول أعمال خاص وأهداف تناسب مصالحها.
غياب التمثيل الرسمي السعودي وما للسعودية من دور قيادي بين العرب،
وسياسة تعد الأوضح والأقوى في محور وتحالف عربي تقوده بمفردها بعد ظهور تحالفات جديدة،
تشكل محور موصوف بالممانعة مع إيران خصوصا تقارب الجزائر الجديد مع إيران التي تهدد الامن الاقليمي العربي كما تصف السعودية دائما، وروسيا.
وكما لموقف السعودية الأوضح اتجاه عودة دمشق إلى الجامعة العربية،
ورفضها القاطع لهذه العودة والتطبيع العربي مع النظام السوري،
حيث وصف مندوب السعودية في الأمم المتحدة النظام السوري بالكذب وقال لا تصدقوهم حين يقف رأس النظام على هرم من جماجم الأبرياء ليدعي النصر.
وأيضا للانخراط الجديد للجزائر في قضية فلسطين،
في حين تقف السعودية مع موقف حل الدولتين، نظرا لما لمسته من الفصائل من تخاذل عربي واتجاه القضية واتباع المحور الإيراني الذي تسير تركيا بالتوازي معه ، وتتبعه دولة قطر على خبط عشوائها.
آراء في القمة
في تصريح لمراسلي المركز قال الناشط السياسي خالد الحافظ “لا نعول على جدول أعمال القمة، ولا ننتظر شيئا كسوريين، ولكن ننظر إلى تصريحات الدولة السعودية بعين التفاؤل”.
في حين يهلل إعلام النظام للأخبار القادمة من الجزائر، واصفا القمة كعادته بالمحورية في ظل المنعطفات التاريخية التي تعيشها الأمة.
عادل الأحمد/ تقرير خبري
If you are going for best contents like I do,
simply visit this web site daily as it gives quality contents, thanks
Peculiar article, totally what I wanted to find.