افتُتح – الليلة، بجاليري المرخية – معرض تشكيلي يجمع بين كل من الفنانين العراقي رياض نعمة، والسورية صفاء الست، إذ يضم المعرض مجموعة كبيرة من الأعمال الإبداعية لكلا الفنانين، التي تعكس رحلتهما الفنية.
وتنتمي اللوحات المشاركة في المعرض، الذي يحتضنه مركز “كتارا” للفنون، مبنى 5، بالمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”، ويستمر حتى 5 من ديسمبر المقبل، إلى مدارس فنية مختلفة، إذ تنتمي أعمال العراقي نعمة إلى المدرسة الواقعية، في حين تستخدم السورية صفاء الست مادة الحديد في معظم إبداعاتها الفنية.
وعن رؤيتها الفنية، تقول التشكيلية صفاء الست: “عندما تعرفت على مادة الحديد لم يكن لدي فكرة واسعة عما يمكن أن تقدمه لي، لكن سرعان ما اكتشفت تناقضات هذه المادة الجميلة، فتارة تكون قاسية ثم لينة، وأحيانا نظيفة لماعة ثم خردة، عنيدة، ثم سلسة”.
أما العراقي رياض نعمة فيقول عن أعماله الفنية: “يصعب الحديث عن عمل واحد، أو مجموعة أعمال معروضة في معرض، أو ما شابه، دون التطرق لتاريخ منتجه ولحظات إنتاج العمل، فأنا اتنقل بين موضوعات تحيطني لا تنفصل عن حياتي اليومية، والتفاعل العالي بيني وبين تلك الأحداث هو ما يحدد شكل مرحلة العمل، الخط العام لعملي له علاقة وثيقة بالذاكرة القريبة التي يعيش جزء منها معي إلى هذه الأيام”.
ويضيف أن أعماله الحديثة تسلط الضوء على الناس الذين ينزحون إلى مناطق يفصلها عنهم زمن ثقافي واجتماعي كبير، حيث تنتبه إليهم لوحاتي الفنية، وأجسدهم وهم يتجولون في شوارع ليست لهم، وأمام محلات أعلى بكثير من مستوى معيشتهم، وهم يتأملون واجهات المحلات الضخمة في تلك الشوارع المضيفة لهم وانعكاسات صور وجوههم الشاحبة على زجاج واجهات تلك المحلات، واختلاطها مع الموجودات الداخلية للمتاجر الضخمة وعروض التنزيلات الهائلة التي لا تهمهم بالتأكيد.
ويوضح أن من هذه العلاقة أنتج مجموعة أعمال فنية أسماها “انعكاسات”، حيث تحمل هذه الأعمال في طياتها أبعادا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وهو ما يرغب الفنان في توصيله عبر رحلته الفنية، لأنه يعتقد أن القيمة الجمالية في العمل الفني يجب أن تترافق مع العمق الإنساني والهم الثقافي.
يذكر أن التشكيلي رياض نعمة من مواليد بغداد عام 1968، وأقام الفنان عشرات المعارض داخل العراق وخارجه. واقتنى أعمال نعمة العديد من المتاحف العالمية، ومعظم معارضه الفنية تتمحور حول الواقع العربي وقضايا الطفل الإنسانية. أما الفنانة السورية صفاء الست فهي من مواليد 1974، وتخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1997، وشاركت في عدد من ورشات العمل والمعارض الفردية والجماعية. وتعتمد الست على خامة الحديد في أعمالها التي تتركها مفتوحة الرؤى والتأويلات، لإتاحة الفرصة للمتلقي للربط بين هذه المنحوتات التي عادة ما تحاكي حالات إنسانية متعددة بسرد شبه مسرحي مترابط فيما بينها.
يشار إلى أن جاليري المرخية أسس بمبادرة من سعادة الشيخ عبد الله بن علي بن سعود آل ثاني، بصفته رافدا للمشهد الفني والثقافي في قطر، واستجابة من القطاع الخاص في دعم الفن والإبداع.
كما يشكل الجاليري مبادرة رائدة في مجال الربط بين فنون التشكيل، إذ استطاع – عبر تجارِب متصلة – أن يعرض لعدد مميز من تشكيليي الوطن العربي، ويقدم تجارِبهم للجمهور في قطر.
وكالة قنا