من أهم وأبرز المشاكل التي تواجه الأسرة مع وضع مولود جديد؛ هي الغيرة من قبل الطفل الأكبر، حيث تبدأ المشكلة منذ أيام الحمل، عندما يبدأ الوالدان -والأم خاصة-بالاستعداد لاستقبال مولودهم الجديد وذلك بشراء وتأمين مستلزماته المختلفة.
ولكن المشكلة تصبح واقعا مريرا في كثير من الأحيان مع اللحظات الأولى للولادةحيث يبدأ السجال المعروف بين الطفل الاكبر (الغيور ) وبين الأهل .
وقبل التطرق إلى مظاهر الغيرة لدى الأطفال، يجب أن نحاول التعرف إلى أهم أسبابها، يعتبر الحرمان العاطفي وفصل الطفل عن الأم بعد ولادة طفل جديد؛ من أبرز الأسباب التي تثير حفيظة الطفل وتدفعه لسلوك الغيرة؛ فالطفل الذي تعود على النوم بجانب أمه والأكل من يدها ومرافقتها أينما ذهبت؛ اعتاد قبلة الأم له ومأزرتها واهتمامها كله به….لايستطيع أن يفهم فجأة لماذا أهله بحاجة لإنجاب طفل غيره؟ خاصة أن الوافد الجديد يحتاج للكثير من الرعايةالاهتمام؛ ممايشعر الكبير بالإهمال وبأن أهله توقفو عن محبته، فالأم فصلته عنها في النوم، وتوقفت عن إطعامه بيدها، وأصبح عليه الانتظار جانبا لتتنهي من ترتيب أمور أخيه مما يشعره بالنقص والحرمان فيتولد في داخله شعور كره تجاه الصغير نطلق عليه اسم “الغيرة”.
ولعل من أبرز مظاهر الغيرة عند الأطفال هو النكوص، وفيه يعود الطفل لممارسة سلوكيات طفلية كان قد تعلم تجاوزها سابقا “كأن يمسك برضاعة الحليب ويحاول الرضاعة منها أو أن يحبو في أرجاء المنزل بعد أن تعلم المشي والكثير منهم تصل معه حدود الغيرة حتى إلى تبليل الفراش.
والمظهر الثاني للغيرة يتمثل في محاولة الطفل الدائمة إيذاء أخيه الصغير (كالقرص أو العض.أو إطعامه أشياء غريبة …)ولديه رغبة دائمة بالتخلص منه.
أما المظهر الثالث فهو محاولته الدائمة لفت نظر أهله والمحيطين به وصرف أنظارهم عن الصغير والسلوك المعروف هنا هو البكاء المتكرر أو التظاهر بالمرض.
طبعا لهذه الغيرة فترة زمنية معينة وتنتهي مع تعود الطفل على الواقع الجديد ومساعدة الأهل له ومساندتهم لكي تمر هذه المرحلة بيسر وسهوله، وغالبا تعطى النصائح التالية:
أولا-عدم استخدام أغراض الطفل الكبير (كالببرونة والملابس) للطفل الأصغر لأن ذلك يرفع من معدل شعوره بالفقد وبالتالي الغيرة.
ثانيا-تحبيب الطفل بأخيه الصغير وذلك بأساليب مختلفة( كأن تضع الأم قطعة من الحلوى تحت مخدة الطفل الصغير وتتطلب من الكبير استخراجها وتخاطبه “شوف شو جبلك الدادا”وهكذا)
ثالثا- أن يكتفي أحد الوالدين بالعناية بالصغير وغالبا الأم ؛ بينما يتفرغ الأب للاهتمام بالكبير، كشراء ألعاب جديدة له، أو اصطحابه في نزهات خارج المنزل لشغل فراغه وتخليصه من الطاقة الشريرة التي تدفعه للغيرة.
رابعا: وأخيرا عدم اللجوء بأي حال من الأحوال إلى استخدام القوة ضده لأن القوة تزيد من كرهه للصغير وللمحيطين به وتدفعه بالتالي إلى مزيد من العدوانية.
شاديا الراعي – مجلة الحدث