مع بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر، أطل فصل الشتاء بظله الثقيل على من لا ملجأ له ولا مأوى إلاّ خيمة، لا تستطيع أقمشتها الوقوف في وجه سيل من الماء شكله المطر.
يقول “أبو حسن” في إحدى مخيمات ريف إدلب الشمالي واصفاً حالهم عند أول هطول لمطر الشتاء: “لقد عانينا الأمرين ولم نذق طعم النوم حتى الآن.. ونحن نحاول منع جريان المياه الى داخل الخيام”.
وبكلمات الحرقة والقهر يتساءل “أبو حسن” عما إذا كان بمقدورهم التحمل قائلاً: “كيف سنمضى شتاء هذا العام، ومع أول مطر خفيف وقبل البرد والصقيع غرقت الخيام ومحتوياتها من الألبسة والمتاع”.
وراح “أبو حسن” يشير إلى الأماكن التي اخترقت المياه منها إلى خيمته الصغيرة “وانظر! هنا وهنا وهناك وفي ذلك المكان، وانظر هناك في السقف كيف تدخل الماء كالمزراب، هل هكذا سنمضي الشتاء !!!؟”
وأضاف “أبو حسن” أنه رغم هذه الظروف لا يريد أي مساعدات لوجستية وأنه فقط يريد أن يعود الى منزله في جنوب إدلب حيث قال: “لا نريد من هذا العالم أي مساعدة مادية أو لوجستية، وما نحتاجه فقط هو ايقاف آلة القتل الأسدية وإعادتنا إلى بيوتنا رغم ما حلّ بها من دمار”
أما “حسن” الذي أعياه التعب مما قام به طوال الليل من جهد لمنع المياه من الولوج الى الخيمة وما يحيط بها من ممرات ويداه وشفاهه لا زالت ترتجف من البرد، ولم يحط الشتاء رحاله بعد على المكان “والله لقد تعبنا ونحن نعمل على نقل المياه من داخل الخيمة إلى خارجها ومن وضع الأتربة حولها علّها توقف تدفق الماء للداخل ولكن بلا جدوى، فالماء يأتينا من كل حدب وصوب”
قصة “أبو حسن” تلخص قصص عشرات الآلاف من السوريين القابعين هناك في الشمال بين الألم والبرد الذي بدأ يثبت أوتاد ظلاله ليخيم فوق النازحين بكل ثقل هموم الدنيا على صدورهم التي أضناها التعب.
محمد المعري / المركز الصحفي السوري