المركز الصحفي السوري: مقابلة صحفية – أسد عبد الكريم القصار
مقابلة مع استاذ العلوم السياسية في أكادمية فنيجين البروفسير / رودلف فينكا نائب رئيس مكتب الحزب الاشتراكي ألالماني
عضو الائتلاف الحاكم في المانيا – في مقاطعة بادن فوتنبورغ حول الأوضاع التي جدت على الساحة السورية سواء على صعيد الصراع أو المفاوضات وما يتعلق باللجوء والاجئين السورين
كيف ترى الوضع الآن في سوريا
هناك الكثير من الصراعات المعقدة لكني أرى ضوءً وحلاً في الأفق
لماذا أو كيف ؟
لأنني أعتقد أن جميع الأطراف المتصارعة في سوريا تدرك أنها قد تنتصر في معركة هنا أو هناك ولكنها لن تحقق حسماً.
ولا أستطيع أن أتصور أن السوريين يريدون للصراع أن يستمر الجميع يحس بالتعب والجميع تكبد خسائر بشرية ومادية هائلة.
كما أن المجتمع الدولي بات يحس بالخطورة من استمرار هذه الحرب ليس لأجل السورين بل لاهتماماتهم الخاصة.
ولربما كانت خطوة مباحثات جنيف بالرغم من عدم نجاحها بتحقيق شيئ ملموس هي خطوة إيجابية لأن الجميع كان هناك.
منذ سنة كان مجرد طرح أمر احتواء الجميع على طاولة مفاوضات واحدة هو أقرب ما يكون للمزحة.
ولكن ما الفائدة من نجاح المجتمع الدولي باجبار الخصوم على الجلوس دون الوصول إلى نتيجة ملموسة على الأرض
حيث يبدو واضحا أن الصراع اشتد أكثر وهو في طريقه إلى الاستمرارية ؟
لا يوجد صراع يمتلك صفة الاستمرارية كل صراع له بداية وأوج ثم يبدأ بالانحسار والانحدار والنهاية التاريخ مليء بالأمثلة.
كحرب الثلاثين عام في المانيا بين البروتستانت والكاثوليك وفي النهاية وجدنا حلاً
صراعنا كالمان مع الفرنسين وبعد الحرب العاليمة الثانية وفي النهاية وجدنا حلاً وها نحن وفرنسا تجمعنا علاقة شراكة وصداقة مميزة للغاية.
مالفرق الذي تراه بين الواقع السوري قبل جنيف 3 وبعد جنيف ؟
قبل جنيف ثلاثة كان هناك أمل لدى النظام وحتى بعض الثوار بأن ينهوا الصراع عسكريا ولكن الآن بدا واضحاً للجميع أن الحل سياسي ودبلوماسي ومرتبط بأروقة المفاوضين الدولين أكثر من ارتباطه بالخنادق والجبهات.
وبالنسبة للكرد هل ترى أنهم يشاركون الآخرين هذه النظرة هم لم يذهبوا في الأصل إلى جنيف ولم يكترثوا كثيراً لشطب
البي كي كي من قائمة المدعوين ثم إن أدائهم العسكري وتسلحهم زاد طرداً بعد جنيف فكيف تفسر ذلك ؟
لا أحبذ أن أخلط بين صراع كل السورين وصراع الكرد ربما هناك علاقة قوية بين الصراعين ولكنهما قضيتنان مختلفتان … وفي الحقيقة لا يمكنني أن أتكهن أو أجيب على سؤال ماذا يريد الكرد … إلى الآن هم ليسوا واضحين.
المشكلة في سوريا أن الجميع بات يقاتل دون أن نعرف ما هي أهدافهم ما هي استراتجيتهم وما هي نواياهم في المستقبل.
حاليا أنا لا أثق بأي طرف مقاتل في سوريا أنا متعاطف مع الضحايا المدنين فقط … وعلى فكرة حتى الحكومات الموجودة كأطراف مهمة في الصراع السوري لا أدري غاية وجودها .
المشكلة الحقيقية أنه لا أحد في سوريا يقول بصراحة ماذا يريد أن يفعل …. حتى أسوأ المشاريع والأفكار التي قامت كالمشروع النازي فقد كان هتلر واضحاً أريد أن أدمر اليهود وأريد بناء الرايخ الألماني وأن يقود العرق الآري العالم.
إلى الآن لا يوجد أحد واضح في سوريا لا الحكومة ولا المعارضة ولا حتى الحكومات التي تدير الصراع
ومتي ينتهي هذا الصراع في رايك ؟
يبدأ الصراع بالانتهاء عندما يقدم طرف ما داخلي أي طرف نظرة مستقبلية صادقة وصريحة بعد انتهاء الصراع .
كيف يقف القتال في سوريا برأيك ؟
عندما تبدؤن من النهاية عادة يبدأ البناء عندما ينتهي الصراع ولكنكم ينبغي أن تبدؤوا البناء لإنهاء الصراع.
هذه هي الطريقة الوحيدة لإجبار الجميع على وقف القتال كخطوة أولى وإلا ستنتظرون طويلاً يجب أن لا تنتظروا آخر أحمق يصر على إطلاق النار وإلا سوف تنتظرون إلى الأبد أنا لا أقصد أبداً تبسيط الحلول أو تبسيط الوضع في بلادكم.
لأنه فعلاً معقد لكن المجتمع الدولي لا يتحدث إلا عن القتال وتحقيق النصر لأحد الأطراف من السهل جداً أن أطلب منكم.
انتظروا حتى تنتهي الحرب ولكن ينبغي أن تبدؤوا العمل من الآن على سبيل المثال دفع الحكومة الألمانية لعرض مشروع لإعادة إعمار حلب الآن اليوم بدلاً من المشاركة في الحرب حينها ستنضر جميع الأطراف بقبول هذا المشروع.
وهكذا شيئا فشيئا …. نحن لا نتسطيع تغير كل الناس ومن الحمق أن تنتظر حتى يؤمن كل من في سوريا بضرورة أحلال السلام ووقف القتل يجب أن تري الناس نتائج أولية ملموسة مفروضة على المتقاتلين كما أوردت وللمعلومية النازين في بلادي الآن هم أكثر من النازيين المسجلين رسميا أيام هتلر نحن لم ننتظر أن يموتوا أو يغيروا رأيهم ولكننا قررنا أن نعيد بناء بلدنا فوراً ورأينا الجميع فائدة إعادة الإعمار وعليه يجب أن نعطي أملاُ ملموساُ حالياً أوقفوا إطلاق النار الآن في بقعة واحدة وسوف ترون النتائج.
هل تعتقد أن حكومات أوربية سوف تدعم فعلاً هكذا مشاريع أم انها مجرد نظرة تفاؤلية من قبلكم ؟
في الحقيقة هنالك توجه وأصوات حقيقة داخل البرلمان الأوربي تدعوا إلى مشاريع مشابهة وهي موجودة وموافق عليها مبدئيا وموقوفة عن التصويت لأجل رصد الميزانية بسبب عدم توافر الظروف لتنفيذها وفي كل جلسة تطرح وتؤجل وقد أطلقوا على حزمة المشاريع الخاصة بسوريا اسم مشروع مارشال سوريا أسوة بمشروع مارشال الأمريكي الذي أعاد إعمار الجزء الأكبر من المانيا بعد الحرب.
سوف أنتقل معك إلى محور اللاجئين .. وخصوصاً بعد تكدس عشرات الألوف منهم أمام الحدود التركية بعد الضربة الجوية الروسية العنيفة على حلب ماهو موقفكم كالمان منها ؟
استقبلنا قرابة المليون سوري لا يوجد مشكلة لدينا في استقبال عدد آخر ولكننا لسنا على حدود سوريا هناك دول أخرى لها حساسيتها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية لقبول المزيد من اللاجئين.
مالحل هل ندعهم يموتون ؟
لا بالطبع لا الخطوة الأهم حالياً أن نبدأ إدخال المساعدات والمخيمات الطبية والطعام والغذاء.
وبعد ذلك هل سيبقون عالقين على الحدود ؟
أحس أن الحكومة التركية تتخوف من إدخال المزيد من السورين بشكل أساسي لكي لا يقوموا بالهرب إلى أوربا بشكل غير قانوني لكي لا يشكل ذلك أخلالاً باتفاق قامت بابرامه مع أوربا مؤخراً بالوقوف في وجه طوفان الهجرة ومكافحة الإتجار بالبشر والتهريب.
وهل فعلا أوربا عاجزة عن إستقبال مليون لاجئ آخر على سبيل المثال من بلد منكوب كسوريا ؟
المسالة ليست مسالة عجز مادي إطلاقا وأي صوت يتجه في هذا الإتجاه هو صوت غير واقعي البتة.
إن تدفق الاجئين الغير مسؤول قد يهدد الشكل السياسي للحكومة هنا في المانيا … منذ الحرب العالمية الثانية وأصوات اليمين منخفضة للغاية لصالح المعتدلين والإشتراكين واليساريين … أما اليوم فالنفس اليميني حاضر في الشارع الألماني والإعلام بقوة.
والحجة التي كانت تنقصهم كل تلك السنين باتت جاهزة اللاجئون دعمها حوادث كتفجير باريس وحوادث التحرش في كولن.
أنت تعلم أن بلدنا ديمقراطي ولكن ليس كل ما يخرجه صندوق الانتخابات جميل ورائع … إذا نجح اليمينيون في المانيا بتشكيل حكومة فلن يقف الأمر بالإضرار بمصالح اللاجئين فحسب … بل سيسعون إلى فك المانيا من الاتحاد الأوربي والعودة للمارك .
والتوجه بسياسات البلد عامة باتجاه تحالف مع الروس بدلاً من الأمريكان بمعنى آخر ستنقلب البلد بكل ما تعنيه الكلمة وهذا مالا نريده.
وهل هذا يفسر التصريحات الأخيرة للسيدة ميركل حول حتمية عودة اللاجئين السورين بعد انتهاء الحرب في بلادهم ؟
لا أبداً.. يبدو أن تصريحات السيدة ميركل فهمت على نحو خاطئ … أنا لا أنكر أن طرح الحديث ينم عن حكمة مغزاها قطع الطريق أمام دعاية المتطرفين التي تزعم غزو اللاجئين السورين مجتمعنا واستطيانهم في المانيا لكن السيدة ميركل قالت حرفيا لإن أغلب السوريين سيختار العودة إلى وطنه وهذا حقيقة لكن كونكم مخيرون بالبقاء أو العودة فهذه حقيقة أيضاً.
هل تعرفت على سوريين من القادمين الجدد ؟ ما هو انطباعك عنهم؟
أنتم شعب رائع ومهذب للغاية ولكنكم جميعا مشوشون ولا ألومكم في ذلك.
كلمة أخيرة نختم بها لقائنا معك
أتمنى أن يتعاون جميع العالم ليعيش الناس في سلام وأمان وحرية
في سوريا هناك مشكلة كبيرة ولكنها ليست الأكبر والأعقد في العالم وأعتقد أن ستحل وقريباً .. شكرًا لكم
المركز الصحفي السوري