الكثير من السوريين الذين أصبحوا عرضة للأمراض نتيجة طمع التجار وغياب الضمير في بث الكثير من الأطعمة المنتهية الصلاحية في الأسواق السورية، مستغلين في ذلك غياب الرقابة الصحية وساعين وراء ذلك زيادة ثرواتهم على حساب صحة الناس وحياتهم.
دخل محمود أحد الشباب السوري البالغ من العمر (24عاما) المشفى بحالة صحية يرثى لها، وهو يعاني من دوار, غثيان, اضطرابات هضمية ومعوية, وبعد ساعة قضاها في العناية المشددة,خرج على نقالة ومعلق عليها “سيروم وريدي”, وعن وضع محمود يتحدث الطبيب علي (30عاما) الأخصائي بالأمراض الهضمية قائلاً:” يبدو أن محمود تناول طعاماً غير صحي أو منتهي الصلاحية وهو ماجعله يتعرض لحالة تسمم خطيرة، استطعنا تلافي مضاعفاتها بإجراء غسيل معدة له وحقنه بمضادات التسمم،” ويوضح الطبيب علي بأن هذه الحالات انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير نتيجة غياب الرقابة الصحية والتموينية عن الأطعمة والمواد الغذائية.
يقول محمود:” اعتدت على شراء اللحوم التركية المستوردة نتيجة رخص ثمنها قياساً لثمن اللحوم المحلية التي ارتفعت أسعارها أضعافاً في ظل الثورة، وبالمقابل فإن وضعي المادي ضعيف ونادرا ماأجد عملا.”
ويضيف:” ولكن ليس بإمكاننا أن نحمل القضية لمن يقوم ببيع هذه المواد الغذائية في المحال التجارية، ففي أغلب الأحيان لايقع عليهم اللوم لأنهم ليسوا مسؤولين، لكن المسؤول عن مثل هذه الحالات وبشكل مباشر هم التجار الذين يقومون باستيراد هذه المواد الغذائية من دون التأكد من صحتها ومن مدى صلاحيتها، وشاغلهم الأول والرئيسي جمع الأموال، دون التفكير بعواقب وأخطار هذه المواد على صحة الإنسان وسلامته.”
ويقول الطبييب حسام الجندي (58عام) مدير مشفى الشفاء الميداني في معرة النعمان:” ارتفعت نسبة الأمراض الهضمية والمعوية بشكل كبير في الآونة الأخيرة, هناك حالات تصلنا أكثرها هي حالات تسمم , التهابات معوية , قرحات معدية, التهابات القولون, أكياس ماء على الرحم, وأكثرها خطرا أمراض السرطان التي انتشرت بشكل ملحوظ وغير مسبوق”، ويعزو الطبيب حسام الجندي هذه الأمراض إلى غياب الرقابة الصحية وانتشار التلوث في كل مكان، كل ذلك مترافق مع زيادة أعداد المستغلين من التجار الذين لايعيرون صحة المواطن اي اهتمام , حيث بلغ عدد الأشخاص المتضررين نتيجة الغذاء حوالي (25) ألف حالة على مستوى محافظة ادلب وريفها خلال هذا العام.
ويختم الطبيب الجندي حديثه بالقول: ” يتعرض السوريون اليوم لحرب إبادة من جميع النواحي وجميع جوانب الحياة السياسية والعسكرية والمعيشية والصحية والنفسية، فعلى جميع السوريين الانتباه وأخذ الحيطة والحذر, لأنه في هذا الوقت السوري وحده المعني والمسؤول عن صحته وسلامته وسلامة عائلته ريثما يجعل الله مخرجاً للأزمة السورية الراهنة.”
المركز الصحفي السوري – أنس الحاج