استمرت الاشتباكات ليومها العاشر في منطقة حوض اليرموك بين “فصائل الجبهة الجنوبيّة” وجبهة النصرة المبايعة لتنظيم القاعدة وأحرار الشام من جهة و”لواء شهداء اليرموك” المدعوم “بعناصر حركة المثّنى الإسلاميّة” المتهميّن بمبايعة تنظيم الدولة من جهة أخرى، أدت الاشتباكات إلى نزوح آلاف المدنيين عن بلداتهم وقراهم.
في السياق تهجّر آلاف المدنيين بسبب الاشتباكات الدائرة في مناطقهم في كل من قرى وبلدات: “سحم الجولان” ،حيط تسيل، وعدوان بعيداً عن قراهم وبلداتهم في طرق وعرة عبر وادي اليرموك سيراً على الأقدام لمدة 6 ساعات إلى القرى أكثر أمنا خوفاً من القصف العشوائي الذي طال قراهم وبلداتهم.
أبو محمد أحد النازحين من بلدة حيط الواقعة غرب درعا للمركز الصحفي السوري : “خرجت بعائلتي في طريقٍ وعرٍ عبر وادي اليرموك متحملين صعوبة وخطورة هذا القرار الذي اتخذناه بالخروج من البلدة هارباً بأطفالي الصغار خوفاً عليهم من القصف على البلدة من قبل “لواء شهداء اليرموك” لأن القصف لا يميّز بين طفلٍ وشيخٍ على حد قوله.
وأضاف أبو محمد “أنه من الضروري وقف هذا الاقتتال في المنطقة على حد وصفه لكي يعود الأطفال إلى مدارسهم وكذلك حفاظاً على سلامة الجميع ولإعادة الطمأنينة والأمان بعد الخوف الذي زرع بهم وأكد على أولوية قتال نظام الأسد الذي مازال مستلماً زمام الأمور”.
في سياق متصل أكدت فصائل الجبهة الجنوبيّة على مضيها قدماً في هذه المعارك مع المجموعات المتهمة بمبايعة تنظيم الدولة والمتمثلة “بلواء شهداء اليرموك وحركة المثنى الإسلامية” لما قامت به من عمليات قتل وخطف واغتيال على حد وصفها.
كما أفاد فيصل الفاضل قائد لواء درع الجنوب التابع لجيش اليرموك في حديث خاص للمركز الصحفي السوري: ” ماضون قدماً نحو قتال هذه المجموعات المارقة التابعة لتنظيم الدولة بما لدينا من قوة وعتاد لأنهم عاثوا كثيراً على أرض حوران التي شهدت لها معاركها ضد نظام الأسد بعد ما ثبت عليهم عمليات الخطف والاغتيال وكذلك التفجيرات”.
ووجه الفاضل رسالة اعتذار لأهالي حوض اليرموك الذين تهجّروا بسبب الاشتباكات الدائرة في مناطقهم معللاً ذلك بتطهير أرض حوران من هذه المجموعات لتعود آمنة مستقرة خالية من أي تهديد يمس المدنيين فيها على حد قوله.
في نفس السياق أعلنت مجموعة المثنى في درعا بياناً بثته على صفحات التواصل الاجتماعي انفصالها عن قيادة الحركة في جميع المجالات وفصل المسؤول عن القاطع ” أبو عبد الكريم” وإعلانها عن تشكيل كتيبة المرابطين معللين ذلك لما لاقته أرض حوران من أخطاء في الساحة الجهادية على حد وصفهم وذلك الذي كان له تأثير على المدنيين في حوران.
ويذكر أن حصيلة القتلى من المدنيين بلغت 19 قتيلاً إضافةً إلى عشرات الجرحى خلال الأيام الأخيرة التي شهدت اشتباكات عنيفة في منطقة حوض اليرموك غرب درعا حسب مكتب توثيق الشهداء في درعا.
يوسف مصلح – المركز الصحفي السوري