الشركة القابضة (holding )هي عبارة عن شركة تمتلك شركة أو عدة شركات تابعة ولها القدرة على السيطرة أو التحكم في السياسات المالية والتشغيلية من أجل تحقيق منافع من أنشطة هذه الشركات وذلك من خلال تملكها الأسهم المتداولة لتلك الشركات, فتعود إليها القرارات الاستراتيجية التمويلية والتشغيلية.. إضافة إلى الأرباح، أما الشركة التابعة فيحق لها التحكم بالقرارات الاستراتيجية المالية والتشغيلية الخاصة بها.
يعود أصل نشأة الشركة القابضة إلى نهاية القرن التاسع عشر في أمريكا ثم ظهرت في أوربا بعد الحرب العالمية الأولى, وانتشرت فيما بعد خلال القرن العشرين كوسيلة فعالة لتجميع وتركيز المشاريع والحصول على فائدة أكبر من خلال السيطرة عليها.
تتألف الشركات القابضة من نوعين: شركة موجودة فقط لهذا الغرض وتسمى شركة قابضة صرفة (نقية)، وشركة مشاركة في الأعمال التجارية (من تلقاء نفسها) وتسمى شركة قابضة تشغيلية.
قد تسيطر الشركة القابضة في دولة ما على شركات تابعة في دول أخرى، كما قد تخضع شركة وطنية في إحدى الدول لسيطرة شركة قابضة أجنبية عن طريق المساهمة في رأسمال الشركة الوطنية من جانب الشركة القابضة الأجنبية، ويترتب عن الوضعين قيام ما يسمى الشركة متعددة الجنسيات.
حيث يمكن من خلال الشركة القابضة إيجاد ذراع استثماري خارجي أي شركة تابعة خارجية يقتصر نشاطها على الأنشطة التشغيلية.
ويمكن للشركة الذراع الاستثماري أن تكون لها عدة شركات تابعة لها وبالتالي تصبح تلك الشركة الذراع شركة قابضة فهي وسيطة للشركة الأم.
وقدرة الشركات القابضة على تملك وإدارة المشروعات الضخمة تجعلها قادرة على منافسة كبرى الشركات الأجنبية ومنافستها في موطنها من خلال الشركة الذراع.
وتتحقق السيطرة على سلطة اتخاد القرار في الشركات التابعة عن طريق التمتع بأغلبية التصويت في الجمعيات العمومية للمساهمين أو الشركاء ومجالس إدارات تلك الشركات.
إن السلطة مرتبطة برأس المال فيكفي للشركة القابضة احتلال 51% من رأسمال الشركة التابعة حتى تسيطر عليها ويكفيها امتلاك هذه النسبة مع شركة واحدة من الشركات التابعة لها حتى تعتبر قابضة أي يمكن أن تكون نسبة امتلاكها للشركات الأخرى متواضعة.
وإن نسبة تملك 51% هي نسبة ملزمة بها الشركة القابضة حتى وإن استطاعت السيطرة بنسبة أقل منها فستكون تلك السيطرة متأرجحة وغير ثابتة.
ولا يجوز أن تساهم الشركة التابعة في رأسمال قابضتها لأن ذلك يعني إعادة تدوير الأموال التي ساهمت بها الشركة القابضة في رأسمال الشركة التابعة وعند ذلك يكون رأسمال الشركة التابعة مجرد أرقام فقط.
نشأت الشركات القابضة لكي تستفيد من الناحية الضريبية والانمائية والمالية, فهي معفاة من الضرائب على الأرباح؛ لمنع الازدواج الضريبي فيما تؤمن هذه الشركة للدولة بعض الموارد المالية من خلال توظيف رؤوس الأموال وتأمين فرص العمل وتستجيب لحاجات الدول في النمو الاقتصادي التي تعود بالفائدة على الدخل القومي.
وتوجب القوانين في بعض الدول أن يكون هدف الشركة القابضة هو المساهمة في رأسمال شركات أخرى بغرض السيطرة عليها وإدارة حافظة الأوراق المالية التي تمتلكها في الشركات التابعة، ولا يحق لها أن تمارس أي نشاط اقتصادي آخر فيما يسمح البعض الآخر من القوانين للشركة القابضة أن تمارس أعمالا أخرى إلى جانب الهدف الأساسي وهو المشاركة في شركات أخرى.
فيما تعتبر أيضا ظاهرة قانونية للتركيز الاقتصادي بين المشاريع فهي تحقق الرقابة في الإدارة والمشاركة في رأس المال.
المركز الصحفي السوري- أسماء العبد