نقلًا عن موقع DW دويتشه فيله الألماني بتصرف ذكرت السلطات السويدية أنها تعيد فحص وضع الإقامة الممنوح للاجئ العراقي الذي أحرق نسخة من القرآن وأثار موجة غضب بين المسلمين. من جانبها حذرت إسرائيل ستوكهولم من أن حرقًا محتملًا للتوراة سوف يلحق ضررًا بالعلاقات بين البلدين.
يبدو أن العراقي سلوان موميكا الذي يعيش في السويد سيتم ترحيله بسبب حرق القرآن الكريم في السويد.
وذكرت محطة التلفزيون السويدية TV4، أن سلطات الهجرة قررت ترحيله. وكان الرجل، وهو مسيحي فر من العراق، قد أثار غضبًا دوليًّا في الأشهر الأخيرة عندما أحرق القرآن. وسمحت السلطات بأفعاله بحجة حرية التعبير. وتدرس الحكومة في ستوكهولم الآن الخيارات القانونية لرفض الموافقة على مثل هذه الإجراءات لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
قالت وكالة الهجرة السويدية في وقت متأخر الجمعة (28 تموز/يوليو 2023) إنها تعيد النظر في تصريح الإقامة الممنوح للاجئ عراقي كان وراء عدة حوادث لتدنيس المصحف في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة مما أثار غصب المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وأحرق الرجل نسخة من المصحف في الشهر الماضي أمام المسجد الرئيسي في ستوكهولم، كما قام بمظاهرة أمام السفارة العراقية في ستوكهولم في تموز/يوليو قال إنه سيحرق فيها نسخة من المصحف، لكنه لم يفعل ذلك.
الشرطة السويدية: متظاهر يتراجع عن حرق التوراة والإنجيل
وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبرراً لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.
وقال متحدث باسم الوكالة في بيان لرويترز: “إنه إجراء قانوني يتم اتخاذه عندما تتلقى وكالة الهجرة السويدية مثل هذه المعلومات، ومن السابق لأوانه قول أي شيء عن نتيجة القضية”، مضيفاً أنه ليس بوسع الوكالة ذكر أي تفاصيل أخرى بسبب مسائل تتعلق بالسرية.
وأفادت وكالة الأنباء السويدية (تي.تي)، بأن الرجل لديه تصريح بالإقامة المؤقتة في السويد من المقرر أن تنتهي صلاحيته في عام 2024 لكن الوكالة تعيد النظر في موضوعه الآن.
ووجدت السويد نفسها في بؤرة اهتمام دولي في الأسابيع الأخيرة بعد تدنيس وحرق نسخ من المصحف. وتثير حوادث حرق وتدنيس المصحف في السويد والدنمارك شعورًا بالإهانة بالنسبة لكثير من الدول الإسلامية، بما في ذلك تركيا، التي تحتاج السويد إلى دعمها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وهو هدف تسعى ستوكهولم لتحقيقه بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
وبالإضافة إلى طلبات حرق المصحف، هناك أيضا العديد من طلبات حرق كتب دينية أخرى مثل العهد الجديد والعهد القديم، مما دفع الكثيرين إلى انتقاد السويد.
وفي هذا السياق، حذر وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين نظيره السويدي توبياس بيلستروم، الجمعة، من أن حرقاً محتملاً للتوراة أمام سفارة إسرائيل في ستوكهولم سوف يلحق ضرراً بالعلاقات بين البلدين. وقال كوهين اليوم: “تحدثت مع صديقي وزير الخارجية السويدي وأوضحت له أننا نتوقع أن تمنع الحكومة السويدية أحداثاً من هذا القبيل سوف تلحق ضرراً بالعلاقات بين بلدينا”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وأبلغ بيلستروم الوزير الإسرائيلي بأن مثل هذه الأفعال تتعارض مع القيم السويدية، وأنه سوف ينظر في إدخال تعديلات دستورية يمكن أن تمنع مثل هذه الحوادث.
وكان بيلستروم قد أكد الخميس الماضي إن بلاده لا توافق على حرق نسخ من القرآن أو تتغاضى عنه، لكن قوانين حرية التعبير لديها تسمح بذلك.
من جانبه قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الخميس إن هناك “عدد من الطلبات الجديدة المقدمة للحصول على إذن بالتدنيس”. وتابع “إذا مُنح الإذن، فسنواجه بعض الأيام التي تشهد تهديدا واضحا بحدوث شيء خطير. أنا قلق للغاية إزاء ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك”.
وقضت محاكم سويدية بأن الشرطة لا يمكنها منع حرق الكتب المقدسة، لكن حكومة كريسترسون قالت في وقت سابق من تموز/يوليو إنها ستدرس ما إذا كان هناك سبب لتغيير قانون النظام العام لتمكين الشرطة من منع حرق المصحف.