نفى مصدر سعودي رفيع أن يكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد تآمر لعزل ولي العهد السابق محمد بن نايف، وذلك تعليقا على تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤول سعودي رفيع نفيه القاطع أن يكون محمد بن نايف قد تعرض لأي ضغوط، وقال في رد مكتوب للصحيفة إن محمد بن نايف كان أول من بايع محمد بن سلمان، وإنه جرى تصوير ذلك بناء على طلب الأخير.
وأشار المصدر إلى أن تنازل محمد نايف عن ولاية العهد تم بموافقة هيئة البيعة، وأنه يقيم حاليا في قصره بجدة ويستقبل الضيوف، وأنه قام بزيارة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان.
وجاء النفي السعودي ضمن تقرير نشرته نيويورك تايمز قالت فيه إن محمد بن سلمان تآمر لعزل ولي العهد السابق محمد بن نايف، وإن انتقال سلطة منصب ولاية العهد لم يكن سلسا على عكس ما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها نقلا عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين وأشخاص مرتبطين بالعائلة الحاكمة في السعودية أن بن نايف أُجبر على التنحي من منصبه بالضغط عليه لساعات منذ ما قبل منتصف الليل وإلى الفجر.
وقالت إن بن نايف، الذي لم يعتد على أن يُوجه لفعل أي شيء، أُبلغ ليلة 20 يونيو/حزيران الماضي أنه سيقابل الملك سلمان، لكنه اقتيد إلى غرفة أخرى، حيث نزع منه مسؤولو القاعة الملكية أجهزة تليفوناته وضغطوا عليه للتخلي عن منصبيه وليا للعهد ووزيرا للداخلية.
ورفض الأمير بن نايف في البدء الإذعان، لكن وبعد مرور ساعات شعر الأمير، الذي يعاني من مرض السكر وآثار محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 2009، بالتعب والإرهاق.
وحسب نيويورك تايمز فقد قام مسؤولو القاعة الملكية بعد ذلك باستدعاء أعضاء هيئة البيعة، وهو كيان من الأمراء المسؤولين عن الموافقة على أي تغيير في تسلسل خلافة العرش، وذكر شخص له علاقة بالأسرة الملكية أنه تم إبلاغ بعضهم بأن بن نايف يعاني من مشكلة مخدرات وأصبح غير مؤهل ليكون ملكا.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين وأحد المستشارين لدى أحد أفراد الأسرة الملكية السعودية إن بن نايف كان يعارض حصار دولة قطر، وهو موقف ربما كان سببا في عزله، حسب الصحيفة.
ومضت الصحيفة تقول إنه وقبل حلول الفجر وافق بن نايف على التنحي، وأظهرت لقطة فيديو بعد ذلك الأمير محمد بن سلمان وهو يقبّل يد بن نايف ويقول “لن نستغني أبدا عن توجيهاتكم ورأيكم”، حيث رد بن نايف على ذلك قائلا “أتمنى لكم التوفيق، إن شاء الله”.
ثم عاد بن نايف إلى قصره بمدينة جدة ومُنع من مغادرته، كذلك أُقيل الجنرال عبد العزيز الحويريني، وهو حسب ما ذكر للصحيفة مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون، زميل لبن نايف، وهو شخص مهم للغاية في العلاقات الأمنية بالولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة