هل بات واضحا فشل الهدنة الهشة وسط اختراقات متكررة ممن كان الضامن لها أمام ملايين السوريين الذين علقوا عليها آمال النجاة من أتون الحرب الدامية التي حرقت قلوبهم قبل أن تحرق ممتلكاتهم، وأرغمتهم بالفرار القسري بصيغة التهجير والتغير الديمغرافي
مع استمرار الخروقات المتكررة والمتصاعدة يواصل النظام وحليفه حزب الله اللبناني القصف العنيف رغم الاتفاق على وقف إطلاق النار وإسقاط المزيد من القتلى والجرحى في وادي بردى في ريف دمشق الغربي متجاهلاً الكارثة الإنسانية التي قد تلحق نحو 80 ألف مدني هم سكان تلك المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
تتزايد علامات الاستفهام المتعلقة في دور من كان الضامن لوقف إطلاق النار الساري في سوريا وربما لم يسرِ بالأصل، مع تصاعد الاستهدافات العسكرية لمناطق المعارضة والمحاصرة الخارجة عن سيطرة النظام.
وبدا الاستياء الإيراني من تهميش الأتراك والروس واضحاَ بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، فهي الوحيدة التي تقوم بضمان حزب الله وميليشيات المساندة لنظام الأسد.
مع اختراق إيران اليوم جعلها تواجه مشكلة كبيرة مع روسيا التي أثبتت أنها قررت وقف إطلاق النار مع تركيا دون أخذ إذن من الأطراف الإيرانية ونظام الأسد مما أثبت قوتها الدولية وقوة تركيا الإقليمية.
ليظهر السؤال جلياً هل الهدنة ستفشل مثل سابقاتها في الأعوام الماضية؟
وهل تفاعلات خلاف تركي-إيراني ظهرت وخصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية التركية “إذا استمرت هذه الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار سيؤدي إلى عدم سير المفاوضات والترتيبات؟
مع استمرار الأخذ والرد علناً بين تركيا وإيران جاء قول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية عقب لقائه رئيس مجلس الشعب السوري “إن وجود العسكريين الإيرانيين في سوريا ومن سماهم الحلفاء، جاء بطلب من الحكومة الشرعية وعلى كل من دخل سوريا دون إذن المغادرة”.
إيران التي تجد نفسها مدعوة بموجب معاهدة الدفاع والأمن التي عقدت مع سوريا منذ عقود تسعى لإظهار تحذير لتركيا ألا تتدخل دون إذن مسبق وعليها التنسيق لتحركاتها في شمال سوريا مع لنظام دمشق.
إيران تفسح المجال مع سعيها وراء عرقلة الهدنة الراهنة للنظام وحلفائه رغم أنها أحد الضامنين لهذه الهدنة، وتشترك مع روسيا وتركيا في مختلف مراحل الإعداد للقاء الأستانة دون أن تجدي معها التضمينات الروسية التركية والتأكيد على ضرورة التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث
بينما المعارضة تشهد التزاماَ باتفاقية وقف إطلاق النار رغم تعرضها لهجمات الأطراف الأخرى التي خرقت الهدنة وتقوم بالرد بشكل محدود علّ حلاً سياسياً يلوح في الأفق ينهي سياسة الحديد والنار ويحقن دماء المزيد من الأبرياء.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد