الحرارة أنهكتنا.. حتى مياه الشرب بات من الصعوبة تأمينها
يقولُ لي “أخجل عندما يأتِ ضيوف لزيارتي في أوقاتنا الصعبة، لا أستطيع تأمين مياه الشرب بشكل جيد، وداخل الخيمة يصعب التبريد كما يصعب تأمين الدفء في الشتاء”.
وجدته جالساً أمام خيمته وبجانبه ريحانةٌ أو ما تسمى بالحبق، يحتسي بجانبها كأس المتة بُعَيدَ أذان العصر، ما الذي أجلسك هنا منذ هذا الوقت؟ فأجاب “أخرج باكراً لأجلس في ظل الخيمة هرباً من اللهيب داخلها وبحثاً عن نسمات باردة”
أبو علي مهجرٌ من ريف حماة الشمالي منذ سنوات، وبعد تنقل في عدة بلدات انتهى به الحال في إحدى المخيمات العشوائية بريف إدلب الشمالي الشرقي، يعيشُ مع أولاده الثلاثة وزوجته وابنتيه على أمل أن لا يطول بهم الحال هكذا”
يتحدث أبو علي قليلاً عن مصاعب فصل الصيف والمعاناة التي يلاقونها في المخيم قائلاً “ماذا سأقول ومن أين سأبدأ، على مستوى مياه الشرب ننتظر كثيراً ليأتِ دورنا في تعبئة المياه التي تخصصها إحدى المنظمات، نضطر أحياناً لشراء المياه نظراً لكثرة استخدامها في الصيف”
“على مستوى مياه الشرب نحن اليوم نحتار كيف نترك مياه الشرب باردة خلال ساعات النهار، وشراء البوظ يومياً ينهك كاهلي كونه حاجة يومية، وأنا معظم أيامي أجلس بلا عمل وأعتمد على مساعدات غذائية تقدم لنا شهرياً، نبيع معظمها لشراء أشياء أخرى”
مخاطر جمة تعصف بسكان مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا، مع اشتداد حرارة الصيف والدخول في ذروته، ومؤخراً سجلت المنطقة عشرات الحالات بضربات الشمس والحمى، عدا عن لدغات الحشرات السامة كالعقارب والدبابير السامة.
يقول أبو علي “نحاول تخفيف حدة الحرارة داخل الخيمة قدر الإمكان، عملت على تأمين الظل بين الخيام عندي بعازل حراري منعاً من تعرض الخيمة بشكل مباشر للشمس، كما أن المراوح لا تنطفئ ليل نهار معتمدين على بطارية ولوح طاقة شمسية في تشغيلها”
حال أبو علي كالكثيرين، ينتظرون وقت المغيب لعيش ساعات قصيرة في راحة نفسية وجسدية، بعيداً عن حرارة نهار طويل أتعب أجسادهم، وتراهم يجلسون خارج الخيمة وينامون خارجها، بعيداً عن الحرارة التي تبعثها الخيمة على أجسادهم.
للمزيد اضغط هنا .
ابراهيم الخطيب/قصة خبرية
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع