شهد العالم أمس فوز جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بتصويت المجمع الانتخابي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، مما يجعل إقرار الكونغرس في كانون الثاني القادم الخطوة الأخيرة لتنصيبه كالرئيس الأمريكي السادس والأربعون.
تتكون العملية الانتخابية الأمريكية من عدة مراحل, يمثل تصويت المجمع الانتخابي المرحلة الثانية والحاسمة من تحديد الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية, حيث مجموع أصوات المجمع الانتخابي 538 ويفوز المرشح الذي يحقق 270 صوتا أو أكثر، وقد حقق جو بايدن 306 صوت حسب ما أعلن أمس. يتفاوت عدد أعضاء المجمع الانتخابي حسب عدد أعضاء مجلس الشيوخ إضافة لعدد ممثلي البيت الأبيض من كل ولاية. غالبا ما يصوت المجمع حسب غالبية الأصوات في ولاياتهم، ولكن ليس بالضرورة.
الخطوة الأخيرة تتم بموافقة الكونغرس بتاريخ 06/01 على نتائج الانتخابات، وينصب بعدها الرئيس الأمريكي بتاريخ 20/01 حيث ينتقل وعائلته إلى البيت الأبيض، ويقوم الرئيس السابق باستقباله فيه والاعتراف بفوزه، الذي يتوقع المحللون أن لا يقوم به ترمب نظرا لتفاعله السلبي مع النتائج.
استمر ترمب برفض فوز جو بايدن في الانتخابات الشعبية, التي تعتبر المرحلة الأولى من تحديد الرئيس القادم للولايات المتحدة، وحاول الطعن بنتائج الانتخابات في عدة ولايات, وطلب إعادة فرز للأصوات ولكنها قوبلت بالرفض أحيانا, وقبلت في البعض ولكن النتائج لم تظهر فارقا عدا ارتفاع عدد أصوات بايدن في إحدى الولايات, ثم رفع دعوى قضائية بالتعاون مع المدعي العام في ولاية تكساس لإلغاء نتائج عدة ولايات فاز بايدن بها جميعا, لكنه رفض أيضا من قبل المحكمة العليا. وما انفك يغرد على تويتر باتهام الانتخابات بالتزوير وأنه هو المنتصر لا محالة وأن الأمر لم يحسم بعد رغم كل الدلالات التي تشير عكس ذلك, حتى أنه غرد أخيرا بعد النتائج ان الأمر لا يحسم حتى يوم التنصيب.
اعتبر بعض الأمريكيون أن اتهامات ترمب الباطلة بالتزوير عدم احترام للعملية الديمقراطية وللرغبة الشعبية, وعبر النائب الجمهوري عن ولاية ميشيغان، بول ميتشل، في مقابلة حصرية لشبكة CNN أمس عن خيبة أمله من جهود الرئيس دونالد ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات, مما دفعه إلى مطالبة كاتب مجلس النواب بتغيير انتمائه الحزبي من “جمهوري” إلى ” مستقل “، وأعلم قادة الحزب الجمهوري في خطاب بسحب مشاركته وارتباطه بالحزب الجمهوري على المستوى الوطني ومستوى الولاية, ويقول ميتشل أنه يخشى أن تؤدي مشاركة قيادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب, في نظريات مؤامرة الرئيس المنتهية ولايته، ومحاولات حرمان ملايين الناخبين الأمريكيين لقلب فوز الرئيس المنتخب جو بايدن, إلى ضرر في الديمقراطية على المدى البعيد حسب تعبيره.
وكتب ميتشل في رسالته التي أرسلت يوم الاثنين “من غير المقبول أن يتعامل المرشحون السياسيون مع نظامنا الانتخابي كما لو كنا دولة من العالم الثالث وأن يثير عدم الثقة في شيء أساسي مثل قدسية تصويتنا”. وقال ميتشل في برنامج “ذا ليد” على شبكة سي إن إن: “على هذا الحزب أن يدافع عن الديمقراطية أولاً، ودستورنا أولاً، وليس الاعتبارات السياسية، ليس من أجل حماية مرشح، ليس فقط من أجل القوة السياسية الغاشمة، وهذا ما أشعر أنه يحدث وقد اكتفيت.”
كما أثار الموقف احتجاجات لمؤيدي ترمب في العاصمة واشنطن، ومواجهة حادة مع محتجي حركة حياة السود تهم، مما أسفر عن إطلاق ناري وتعرض أشخاص للطعن وللاحتجاز.
الجدير بالذكر أن بعد دقائق من فوز جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابي لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، غرد ترمب على تويتر باستقالة المدعي العام وأنه يقبل استقالته، قائلا أن ويليام بار يريد إمضاء عطلة رأس السنة مع عائلته، وعين بعدها نائبه بدلا عنه بالوكالة. ومن المعروف أن موقف المدعي العام المستقيل من إدعاءات ترمب بوجود تزوير بالانتخابات كان غير مرضي للرئيس ترمب حين رفض دعواه القضائية في المحكمة العليا.
مشاهدة العملية الانتخابية وتبعاتها ومضاعفاتها في مختلف الدول تعكس طباع أهل البلد، حيث يكشف التنافس أسوء ما في الناس, كما أنها تمنحنا نظرة عما يكون عليه الواقع بعيدا عن الكلام المهجن, وبعدا في تقييم ما نعايشه نحن.
بيان آغا
المركز الصحفي السوري