المركز الصحفي السوري
العميد أحمد رحال
مما لا شك فيه أن توحيد جهود كافة أطياف المعارضة السورية (الحقيقية), يبقى مطلباً شعبياً وثورياً, تستطيع الثورة من خلاله العبور لبر الأمان الذي تنشده, وتحقق مطالبها التي ثار الشعب من أجلها, وتلك المعارضة الموحدة, يجب أن تكون قادرة على قيادة المرحلة والإمساك بمفاصل الحل والربط ومخاطبة المجتمع الدولي ككتلة واحدة متماسكة, تحقق من خلال هذا التوحد, الهدف الأسمى للثورة والمتمثل بإسقاط (الأسد) ورحيله مع زمرته عن سدة الحكم, بعد الأثمان الباهظة التي قدمها هذا الشعب.
المحطة الأولى في تلك العملية التجميعية لمفاصل المعارضة السورية كان باجتماع القاهرة , وكان يتوسم منه أن يكون إحدى المحطات الهامة بتاريخ الثورة السورية, للوصول إلى تلك الأماني التي يسعى إليها جمهور الثورة بشقيه السياسي والعسكري, رغم ما شابه من منغصات بمنع بعض الشخصيات من الحضور بعدم منحهم تأشيرات دخول, وقبول بدلاء لا يمثلون أجسامهم السياسية, ومع كل تلك الأمور, تبقى بنود مقرراته العشر التي خرج بها, رغم أنها تمثل الحد الأدنى من تطلعات الثورة, لكنها تبقى (نواة) مبدئية يمكن البناء عليها لتحقيق متطلبات المراحل القادمة.
ولكن يبقى الائتلاف الوطني لقوى الثورة, مع ما يمثله من اعتراف دولي وشرعية منحت له, أساس ومركز ثقل المعارضة السورية ومحور أي توجه غايته البحث عن حلول تتناسب مع أهداف وتطلعات الثورة, مع عدم إغفال بقية فصائل المعارضة السياسية التي يجب أن تتكامل جهودها مع مؤسسة الائتلاف لتخرج برؤية موحدة تقود إلى وضع عربة الثورة على مسارها الصحيح.
ولكن:
عندما يخرج اجتماع القاهرة ليتحدث باسم كل المعارضة قائلاً: أن المشاركين خرجوا بتوصيات عشر، رسمت شكل أي لقاء مستقبلي للمعارضة السورية في الخارج.
وعندما يمنع نائب رئيس الائتلاف الدكتور هشام مروة من الحضور بعد رفض منحه تأشيرة دخول لمصر ليكون رئيس وفد الائتلاف في هذا الحوار.
وعندما يحضر اجتماعات القاهرة أكثر من عضو بالائتلاف ومنهم أعضاء بالهيئة السياسية وخارج إرادة الائتلاف.
وعندما تصدر تصريحات عشوائية لأعضاء من الائتلاف تنذر بمعاقبة كل من يشذ عن قرارات الهيئة العامة والهيئة السياسية للائتلاف ودون أي تفعيل عملي لتلك الإنذارات.
أمام كل تلك الـ (عندما), نجد أنه أصبح لزاماً على أعضاء الائتلاف وقيادته الموقرة, من التداعي لاجتماع على مستوى الهيئة العامة أو هيئته السياسية والخروج بقرارات واضحة وجلية ولا تحمل لبساً, تشرح موقف الائتلاف من كل ما جرى ويجري من أحداث واستحقاقات, وتعلن تلك المقررات عبر مؤتمر صحفي يضع النقاط على الحروف.
الائتلاف الوطني مؤسسة ثورية, يفترض أنها تمثل الثورة السورية والشعب السوري الحر, وكلمة حضر الحوار (بصفته الشخصية) لم تعد مقبولة, وتهمش مكانة الائتلاف وتفقده الشرعية (الورقة الوحيدة التي بقيت له بحيز الوجود).
كلنا يذكر, عندما أعلن عن ولادة الائتلاف الوطني بتاريخ 11-11-2012 كمخرج حتمي أملته ضرورات المرحلة ومصلحة الثورة وبالتوافق مع رؤى أصدقاء الشعب السوري, وخرجت بعد هذا الموعد بأسبوع واحد, جماهير الثورة وفي كافة بقاع التظاهر, لترفع رايات التأييد في جمعة (دعم الائتلاف الوطني), ومنحه شرعية تمثيل الثورة السورية, ولكن كان المأمول منه أكثر مما أعطى, وللعلم فقد سقط خلال أسبوع منح الشرعية الشعبية للائتلاف (868) شهيداً, تم توثيق أعدادهم عبر صفحات الثورة ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الرسمية.
أمام تلك الوقائع يجدر القول: إن تناسيتم حقوق الأحياء والنازحين والمشردين من شعبكم … وإن تناسيتم حراككم المسلح وذراعكم العسكري … فاحترموا على الأقل من سقط شهيداً ليقول لكم: الائتلاف الوطني يمثلني.
أحرار مدينة (بنش) رفعوا رايتهم لتعبر عنهم وعن كل ثائر وقالت: نريد معارضة تمثلنا, لا معارضة تُمثل علينا, لذلك الآن لديكم فرصة …. فإما أن تكونوا أصحاب مواقف تلبي أهداف الثورة وتطلعاتها, وتعلنوها صراحة أو فلتذهبوا لبيوتكم واتركوا أماكنكم لغيركم, ممن يكون قادراً على قيادة الدفة.
العميد الركن أحمد رحال