أعربت الأمم المتحدة عن “أسفها” لاستشهاد 3 فلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، إثر مواجهات بين قوات الإحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين يحتجون على الانتهاكات بحق المسجد الأقصى.
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، خلال تصريحات صحفية في مقر المنظمة الدولية بنيويورك “نأسف لاستشهاد أشخاص وخاصة صغار في السن، ونحن قلقون للغاية إزاء تصاعد حدة العنف”.
كلام “حق” جاء ردًا على سؤال الصحفيين حول موقف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من استشهاد 3 فلسطينيين في وقت سابق اليوم برصاص جيش الإحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة.
ونفي نائب المتحدث باسم الأمين العام “تجاهل غوتيريش إراقة دماء الفلسطينيين علي يد القوات الإسرائيلية” مؤكدا أن “كلا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يتهمان دومًا الأمانة العامة للأمم المتحدة بالانحياز للطرف الآخر وهو أمر ليس صحيحًا على الإطلاق”.
واليوم، استشهد 3 فلسطينيين اثنين وأصيب 391 آخرين بجروح متفاوتة، اليوم الجمعة، برصاص الإحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة في القدس المحتلة والضفة الغربية، بعد صلاة الجمعة.
وقُتل ثلاثة إسرائيليين طعنا في مستوطنة بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بعد ساعات من استشهاد الفلسطينيين الثلاثة.
وذكرت مصادر استشهاد فتى فلسطيني جراء إصابته بعيار ناري في الرقبة برصاص مستوطن في منطقة “رأس العامود” شرق القدس.
وقال شهود عيان، إن مستوطنا فتح النار على مجموعة من الفلسطينيين المتظاهرين رفضا للبوابات الالكترونية التي وضعتها إسرائيل مؤخرا على مداخل المسجد الاقصى، مما أدى لاستشهاد شاب.
وقالت مصادر محلية في القدس، إن الفلسطيني هو محمد محمود شرف، البالغ من العمر 17 عاما، من سكان حي جبل المكبر بالمدينة.
ولفتت إلى أن الشبان الفلسطينيين قاموا بنقل جثمانه إلى منزله خشية احتجازه من قبل الشرطة الإسرائيلية، وجرى تشييعه في الحي بمشاركة المئات من السكان.
كما استشهد فلسطيني ثان، متأثرا بجراح أصيب بها جراء مواجهات مع الإحتلال، ببلدة الطور في القدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان من الحي المقدسي، أن الشهيد يدعى محمد حسن أبو غنام ويبلغ 21 عامًا، وهو طالب في جامعة بيرزيت.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن استشهاد المواطن الثالث متأثراً بجروح أصيب بها بالرصاص الحي في القلب، خلال مواجهات مع الإحتلال في حي “أبو ديس″، شرقي القدس المحتلة.
وأضافت أن الشهيد اسمه “محمد لافي”، وأنه توفي في مجمع فلسطين الطبي برام الله.
وأضافت المصادر أن عشرات آخرين أصيبوا خلال المواجهات المتفرقة المستمرة منذ ما بعد تأدية صلاة الجمعة في الشوارع المحيطة بالمسجد الأقصى.
كما أُصيب 125 فلسطينيا بجراح وحالات اختناق، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت في مواقع متفرقة من الضفة الغربية.
وكانت فصائل فلسطينية دعت إلى إعلان النفير العام اليوم وتظاهرات ومواجهات مع السلطات الإسرائيلية في كافة المناطق الفلسطينية احتجاجا على إجراءات إسرائيل الأخيرة بحق المسجد الأقصى.
وأطلقت شرطة الإحتلال قنابل الصوت والمسيلة للدموع باتجاه الفلسطينيين، في حي رأس العامود.
وقال أحد شهود العيان لوكالة الأناضول: “لاحق عشرات عناصر الشرطة الإسرائيلية الشبان الذي ردوا برشق هذه القوات بالحجارة وترديد هتاف (الله اكبر)”.
وأضاف: “انتشرت قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية في مدخل حي رأس العامود، وأغلقته مدخله بجدار بشري”.
وفي شارع صلاح الدين، هاجمت قوات الاحتلال بقنابل الصوت وخراطيم المياه، المئات من الفلسطينيين بعد انتهاء صلاة الجمعة. وسار الشبان في الشارع وهم يرددون: “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، و”لن تهزم أمة قائدها محمد” قبل أن يهاجمهم عناصر الشرطة.
من جهتها، قالت شرطة الإحتلال في تصريح مكتوب إن الشبان رشقوا قوات الإحتلال بالحجارة، قبل أن يرد عليهم عناصر الشرطة.
وأدى آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في شوارع مدينة القدس، رفضا للبوابات الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد الأقصى.
وأدى الفلسطينيون الصلاة في عدد من محاور الطرق بينها شارع صلاح الدين والمصرارة وباب الأسباط ووادي الجوز وهي مناطق متاخمة لأسوار البلدة القديمة في المدينة.
وانتشر آلاف من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلية في محيط مواقع أداء الصلاة.
وتخلل وصول الفلسطينيين إلى أماكن الصلاة مواجهات متفرقة بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
من جانبه، جدد الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، التأكيد على أن الفلسطينيين يرفضون التعامل مع البوابات الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد الأقصى، بأي شكل من الأشكال.
وقال الشيخ حسين للصحفيين في القدس الجمعة: “يجب إزالة البوابات التي وضعتها إسرائيل على بوابات المسجد، نحن لا نقبل أي قيد على باب المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف: “لذلك كل ابناء شعبنا الفلسطيني يرفضون هذه البوابات ويرفضون التعامل معها حتى لو دعاهم الاحتلال للدخول من خلف البوابات”.
وأكمل: “الذي يدخل من خلالها أو من خلفها إلى المسجد، يعين الاحتلال في تطبيق ما أراده من إجراءات”.
القدس العربي