ناشد مربو الثروة الحيوانية في ريف إدلب للالتفات لمعاناتهم بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف والتبن والأدوية وانحسار المساحات الزراعية الرعوية في مناطق التهجير التي لجأوا إليها.
ارتفاع أسعار الأعلاف والتبن والبحث عن المرعى رغم المخاطر
حالهم لم يكن أفضل من غيرهم من مناحي الحياة للأهالي القاطنين بريف إدلب وحلب الذين يتخذون من مهنة تربية الأغنام مصدر رزق والتي ازدادت سوءاً بخاصة هذا العام مع ارتفاع أسعار التبن والأعلاف التي تضاعفت بشكل غير مسبوق جعل المهنة محفوفة بالمخاطر والخسائر.
يقول أبو صخر مهجر من ريف إدلب الشرقي متحدثاً عن الصعوبات التي واجهته بتربية أغنامه على مدى أربع سنوات من لحظة تهجيره من منزله في منطقة سنجار عام ٢٠١٩، “خاطرت بأبنائي رغم القصف للإقامة في منطقة سهل الغاب بريف حماة للحفاظ على ٣٠٠ رأس من الغنم بسبب توفر المرعي بالأراضي الزراعية التي تركها الأهالي منذ خمس سنوات، بعد أن عجزت عن إطعامها في مكان نزوحنا قرب كللي”، مبيناً أنّ سعر كيلو التبن ٨ ليرات وطن العلف لأكثر من ٤٠٠ دولار مقارنة مع تسعيرة ٢٠٠ دولار للعلف وليرتين للتبن العام الماضي.
دعا أبو صخر المسؤولين في حكومة الإنقاذ للالتفات لمعاناة مربي المواشي والمساهمة بتأمين دعم لتأمين العلف للمربين وتسهيل وصول التبن من تركيا عن طريق الاستيراد.
ومثله “وليد، أ” صاحب ١٥ رأس غنم من قرى سهل الغاب خاطر بابنه خالد للعيش في منزلهم الذين فروا منه قرب قسطون لرعي أغنامه على أن يتكفل كل يومين إلى ثلاثة أيام بقطع مسافة ٦٠ كيلو متراً للوصل إليه حاملاً معه حاجياته من خبز وطعام.
ومع انحسار مساحة الرعي بين جبال إدلب وبساتين الزيتون اضطر “ابراهيم ابو جلول” للنزوح بأغنامه مع أسرته إلى عفرين بحثاً عن المرعى
عدم توفر العلف يهدد نحو مليون رأس من الغنم بريفي إدلب وحلب
إلى جانب الجوع والمصاريف وكلف العلف لرأس الغنم التي تتخطى ٢ كيلو كل وجبة مع ارتفاع سعر طن النخالة لأكثر من ٣٠٠ دولار وسعر كيلو الخبز اليابس ٤ ليرات تركي، برزت مشكلة نفوق الأغنام لتزيد من خسائر المربين عقب احجام الكثير منهم عن إعطاء جرعات اللقاح لاغنامهم لارتفاع أسعار الأدوية والحقن مما تسبب بإصابتها بالديدان الكبدية والالتهابات الرئوية.
فوفق مدير المكتب الزراعي في محلي عفرين الدكتور البيطري “سليمان سليمان” ارتفعت أسعار الأدوية لـ ٥٠ بالمائة في بعض الأصناف و١٠٠ بالمائة بأصناف أخرى مقارنة بسعرها السابق.
وهذا يهدد نحو ٧٠٠ الف رأس من الغنم في إدلب وأكثر من ٢٠٠ ألف رأس غنم بريف حلب الشمالي بحسب أصحاب المهنة الذين لم ينكروا دور بعض المنظمات المحلية في التخفيف من معاناتهم عن طريق حملات التلقيح، دون إيجاد حلّ لمشكله نقص الاعلاف والتبن كون الإصابة تتفاقم بسبب الجوع.
رغم انخفاض أسعار الأغنام والألبان يحتفظ الأهالي بمصدر رزق
يواصل الأهالي تربية الغنم رغم انخفاض أسعارها وتسعيرة منتجاتها حيث يبلغ سعر النعجة بحسب المربي “عناد” من 750 ليرة تركي إلى الألف وفي بعض الأحيان تتخطى الألف.
مضيفاً “بتنا نلجأ لبيع أغنامنا بأسعار رخيصة لشراء العلف بعد ارتفاع أسعاره لمستويات غير مسبوقة وكنا بالسابق نبيع رأساً واحداً لنشتري طناً من العلف، عكس الحال اليوم نبيع عشرة رؤوس لشراء الطن وأسعار منتجاتها غير مشجعة فكيلو اللبن رغم مذاقه لم يتجاوز ٢٠ ليرة تركي.
فيما طالب المربون اهتماماً من قبل السلطات المحلية وحكومة الإنقاذ ووزارة الزراعة التي قامت قبل مدّة بتوزيع دفعة قليلة من العلف في خربة الناطور وعدد من المخيمات قرب إدلب.
تقرير خبري بقلم: نضال بيطار
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع