ادعمني ب”لايك” وتابع “لايف” وتحدي على البث المباشر، تدخل تحدي، عبارات أصبحت متداولة في الشارع السوري، وخاصة بين فئة الشباب، في ظل البطالة وسوء الأوضاع المعيشية التي تشهدها سوريا عامة.
وتقول التقارير أنّ شركة “تيكتوك” تستغل عمل اللاجئين السورين في الخيام عبر منصاتها، ولا يصل إليهم كل مدخولهم من هذا التطبيق الذي أصبح وسيلة عيش جديدة شمال غرب سوريا لكثير من قاطني الخيام وغيرهم.
التيك توك والمشاهدات:
أحمد شاب في العشرين من عمره، ممسكاً هاتفه ويستند على كتف خيمته، تسمعه يتحدث مع أناس لا تراهم، ينفعل يبتسم يغضب يصيح ويضحك.
قال أحمد” هذا التيك توك” أصبح وسيلة عيش ومهنة مثل النجارة والحدادة وربما أفضل لمن يعرف يستغله بشكل صحيح.
أما عن طريقة العمل فيجب أن يكون لديك حساب في منصة تيك توك، ولتستطيع الاستفادة يجب أن تبث محتوى ما مباشر للناس، ولا يمكنك فعل هذا قبل أن يحصل حسابك على ألف إعجاب، وقتها تفتح اللايف وتجني أموالاً حسب محتواك الذي تبثه.
الهدايا والمحتوى الناجح لجني الأموال:
أما عبد الرؤوف أيضًا شاب في مقتبل العمر يعيش في مخيم سجو، يقول لا يستطيع أي شخص جني أموال من البرنامج، فالمحتوى يجب أن يكون مهماً وملفتاً للمتابعين، والحسابات الأكثر جني والأكثر متابعة التي تقدم محتوى فكاهي ترفيهي، ومحتوى التحديات.
والتحدي أن يدخل حسابان في مبارزة على موضوع ما والفائز من يجمع أكثر هدايا، هذا البث يلاقي رواجًا كبيرًا بين المتابعين اليوم ، تستطيع أن تبث بألف متابع ولكن بهذا الرقم فقط لن تحصل على مشاهدات، وبالتالي لن تحصل على هدايا المشاهدين، فعدد المتابعين يجب أن يتخطى العشرة آلاف متابع لتقول أنك تستفيد بشكل رسمي.
التصريف والعملات:
طريقة جني الأموال كما يقول التاجر “حسن أبو رجب”، هي الحصول على هدايا المتابعين، فمثلًا وأنت تقدم محتواك في بث مباشر، يعجب متابع ما به فيقدم لك هدية ما، ولكل هدية سعر نقاط محددة فهدية الأسد مثلا ب /29/ ألف نقطة وكل 200 نقطة تساوي دولار واحد، فالأسد يعادل ما يقارب 200 دولار وأغلا الهدايا هي إشارة التيك توك وتعادل 37 ألف نقطة.
أما عن طريقة التصريف فهي عن طريق البطاقة البنكية، تحول النقاط عبر روابط الحافظات إلى تجار في تركيا أو أي دولة خارج سوريا تحمل بطاقة بنكية منها، والبنك يخصم عمولة 3 بالمائة على أموال التيك توك، وأيضا للتاجر نسبة متفق عليها تقدر غالبًا بمئة ليرة تركية لكل مائة دولار.
التحديات التي أفلست الناس
ويضيف حسن أن الكثير من الشباب وبهدف تقوية حسابهم في بداية المشوار يدخلون بتحديات مع أصحاب حسابات مستقرة وقوية، ولتدخل التحدي يجب أن تشحن نقاط والشحن شراء بعكس البيع وبنفس الأسعار المذكورة سابقاً، وهذه العملية التي تعرض أصحاب الحسابات من الشباب للخسائر بسبب تحدي أو إهداء لشخصيات ما.
أما عن مانحي الهدايا فهم من دول ذات مستوى دخل عال مثل دول الخليج، والأكثر ربحًا المحتوى الذي تقدمه فتاة شابة وهذا قليل شمال سوريا مراعاة للقيم الدينية والثقافية والاجتماعية.
والمحتوى الفكاهي وأيضًا نادر في الشمال السوري، أما المحتوى الذي يبث أغلبه محتوى هموم ومآسي وقصص السوريين في الحرب، وهذا المحتوى لا يحقق دخلًا يمكن أن تعيش منه عائلة أو شخص واحد.
هل يحقق دخل ثابت:
يقول محمد نازح من حماه في مخيم مجلس كفرة “أعرف وأتابع أغلب حسابات الشمال السوري، وفي مخيمنا الذي يضم ثلاثين خيمة هناك ما يقارب عشر حسابات، وأكبر حساب بينها لا يجني 25 دولارًا شهريًا.
الحسابات المعروفة والكبيرة خارج سوريا أغلبها، وهناك حسابات يفوق دخلها عشرة آلاف دولار شهريا لسوريين في المهجر.
آراء
في لقاء مع براء الجمعة مختص عيادة نفسية قال “بكل تأكيد الفقر والقلة والبطالة وندرة وجود عمل ما أجبر الشباب على تداول هذه المنصات وهذه الأعمال لها إيجابيات كبيرة فهي تضع ثقافات مختلفة بين يدي المشاهد ولكن لها الكثير من المساوئ وأهمها أنها تنتج جيلًا بلا ذاكرة مجتمعية وهي أساس تكوين الإنسان مما يزيد في الشروخ المجتمعية، ولكن لا يمكن أن نلوم الناس دون تقديم بدائل عمل وحلول لها، وهذا ما يحتاج أطر الدولة والتنظيم.