اتفقت الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا في محادثات “أستانة 6″، على ضم محافظة إدلب إلى مناطق “خفض التوتر”.
ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن مصادر مطلعة على المفاوضات في اجتماعات “أستانة 6″، بالعاصمة الكازاخية، قولها إن الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا، اتفقت على منطقة خفض توتر في محافظة إدلب (شمال) وعلى حدودها.
أما فيما يخص ملف إطلاق سراح المعتقلين، فقد ذكرت المصادر، أن هذا الموضوع تأجل إلى الاجتماع المقبل لأستانة، حيث لم يتم التوافق على ذلك، بسبب موقف النظام
دعونا نستعرض و إياكم ما تم تناقله عبر أهم الصحف:
فمثلا “كلنا شركاء” كان لها رأيها وعلقت قائلة:
بعد أن استطاعت الدول الإقليمية في إخماد فوهات البنادق السورية عبر مسار آستانة، أصبح لزاماً على السوريين التعاطي مع الواقع السوري من منظور العقل، وتفعيل دور الوعي الجمعي المدني لإجبار المجتمع الدولي النظر لحرية السوريين والتأكيد على أنَّ ثوابت الثورة مسلّمة يستحيل تجاوزها.
لم تمضي ساعات قليلة على نهاية الجولة السادسة من آستانة في 15 من الشهر الحالي، حتى سارعت الحكومة التركية إرسالها تعزيزات عسكرية تتضمن دبابات، ومدرعات وقوات خاصة تركية، انتشرت في ولاية هاتاي التركية الحدودية مع محافظة إدلب، تمهيداً لخوض معركة قطع الشريان انطلاقاً من عفرين وصولاً إلى شمال غرب إدلب في القسم المطل على ولاية هاتاي التركية. وفي ظل تأهب تركيا لدخول إدلب، أطلقت تحرير الشام الرافضة لاتفاق آستانة 6، معركةً في ريف حماه استبقت بذلك الدخول التركي وأجلت المواجهة معها ريثما توسع الهيئة من نقاط سيطرتها، وتستميل عناصر من تنظيم الدولة في شرق حماه تتفق معها بالفكر لتشكل معها قوةً أحادية في شمال سورية، وتعوض النقص في مكامن الضعف، سيما بعد انفصال كبرى الفصائل عنها، جيش الأحرار وحركة نور الزنكي.
وبالفعل استطاعت تحرير الشام اللعب على عامل الوقت، وعززت من تواجدها العسكري على جميع مداخل إدلب بالسلاح الثقيل، ما يوضح قرار الهيئة أنه محسوم في مواجهة معركة قد تعتبر مصيرية بالنسبة لها، في حال قررت تركيا فعلاً الدخول.
التطورات الأخيرة التي أفرزتها اتفاقيات آستانة 6 التي انعقدت على مدار يومين متتاليين في 14 الشهر الحالي نتج عنها اتفاق تركي روسي إيراني لضم محافظة إدلب لمناطق تخفيف التصعيد، لتكون المحافظة هي المنطقة الرابعة إلى جانب درعا وريف حمص والغوطة الشرقية. وبحسب نص الاتفاق فإن أبرز نقاط الإيجاب تمخضت في إنقاذ ثلاثة ملايين سوري جلعوا من إدلب موطنهم الأم بعد مسلسل تهجير قسري، وقد تبنت الفصائل التي ذهبت لآستانة هذا الطرح ، وقبلت بالاتفاق على أن لا يكون لإيران أي تواجد ضمن المنطقة الخاضعة تحت سيطرة المعارضة.
أما صحيفة الحياة فقد عقبت قائلة:
إذا كانت “مناطق خفض التصعيد” هندسة روسية لتصفية أي معارضة مسلحة لنظام بشار الأسد تمهيداً لخفض التوقّعات من أي حل سياسي وصولاً الى تصفية المعارضة السياسية، فيبدو أن هندسة “نهاية داعش” تُركت لإيران التي قطعت شوطاً في تدبير انكفاء التنظيم لاستخدامه في ضربات مستهدَفَة أو لتنشيطه ووضعه في خدمة الشراكة الروسية – الإيرانية في سورية والعراق وعموم المنطقة. كثيرون من الذين شاركوا في اجتماعات آستانة لا يخفون ، أن الروس وحدهم يصدّقون أن خطة “مناطق خفض التصعيد” فاعلة بل حاسمة، حتى شركاؤهم لم يصدّقوا، لكن بحثهم عن مصالحهم دفعهم الى الانخراط في اللعبة، الأتراك لأنهم يعانون سلبيةً تلامس حدّ العداء من جانب “الحليف الأميركي”، والإيرانيون لأن الدور الروسي ساعدهم في إشهار دورهم و “شرعنته” كما في تركيز وجودهم في سورية من دون أن يمسّ بالخطط الاستراتيجية لنفوذهم.
بالنسبة الى لاعبين كثر في سورية، باتت خريطة “مناطق خفض التصعيد” مسودة لخريطة مناطق النفوذ، أما المعارضون السوريون، عسكريين مشاركين في آستانة أو سياسيين مفاوضين في جنيف، فيتخوّفون من كونها خريطة أولية لتقسيم سورية. العسكريون أحبطهم نهج التدمير والإبادة وكانوا أول مَن استشعر الاحتلال الروسي ومفاعيله، والسياسيون أحبطهم الخذلان الدولي والاستسلام لآلة القتل الروسية وكانوا أول من لمس التخلّي الأميركي عن قضيتهم بعد اختزالها بالإرهاب.
وليسوا وحدهم من لا يعرفون نيات الولايات المتحدة، فلافروف يعتقد أن لديها أهدافاً أخرى في سورية “لا نعرفها حتى الآن” وقد يتضح “عندما تتمُّ هزيمة داعش وجبهة النصرة”. من الواضح أن موسكو لا تربط أبداً بين بقاء الأسد والوجود الإيراني وبين استمرار الإرهاب وتولّي إيران إعادة تدويره، إلّا اذا كانت تطلق رسالة الى واشنطن بأنها جاهزة للمساومة في سورية .
أخيرا، يقول الدرس السوري إنّه يجب محاكمة النظام والمعارضة على التفريط بأهداف الثورة من أجل سورية أفضل، وضرورة تشكيل حركات سياسية وطنية جديدة، ترفض كل الأسباب التي أوصلت سورية إلى ما هي عليه حالياً.
ستغرق سورية الغارقة بالأزمات أكثر فأكثر فيها، وأكذوبة إعادة الإعمار المتداولة في الأخبار تمّ الحديث عما يشبهها في العراق ولبنان وأفغانستان؛ الدول الأخيرة هذه مثال أمامنا، وبالتالي ما سيُخرج سورية من كوارثها هو الحركات الوطنية، أي في نهاية الحرب والتشكيلات الجهادية سيكون أمام السوريين مهمة إعادة تشكيل سورية الجديدة، وهذا غير ممكن من دون تلك الحركات.
المركز الصحفي السوري_ زينة عوسجي