أنا ابن هذي الأرض…في شراييني ينبض دمكم جميعا…في عيوني بريق الحياة التي نسجها حلمنا ذات يوم بحرية دفعنا وندفع ثمنها كل يوم..
أنا ابن الشمس… أقاوم العتم الزاحف باتجاه قلوبنا وحياتنا…وأصرّ على حق الحقيقة بالإشهار..
أنا ابن أمي… ابن نساء سوريا جميعا… دافعت عن أحلام الأمهات بأبنائهن… لكن القاتل سبقني وقتل أحلامهن…
أنا ابن هذه الثورة، تفيأت بظل علمها… وأوقفت بكاميرتي الزمن عند كل لحظاتها كي لا تموت… سجّلت تفاصيل أوجاعها، ووثّقت لون جروحها وأصوات أنّاتها… مثلما سجّلت أصوات من حملوها في قلوبهم وأرواحهم…وأغنياتهم في الساحات…
أنا ابن إدلب الخضراء… حملت رائحة ترابها السوري معي… وعدت إليه…
أنا ابن كفرنبل الجميلة… التي صاغت بشعاراتها لغتي… وصرت الآن شهيدها…
كنت مرآتكم جميعا… أعكس أرواحكم الثائرة… وأحمل أحلامكم… أحلامي… على كتفي…
أصبحت الآن حكايتكم جميعا: سوريون حتى النخاع…نرفض الظلم أيّاً كان فاعله…نثور على المستبد منا كما ثرنا على الطاغية… نموت بشرف الشهادة … وندفع أعمارنا ثمنا لحريتنا وكرامتنا…
أنا خالد العيسى أقول لكم:
لا تحملوا صوري… لا تكثروا فيّ الرثاء… لا تذرفوا الدمع العزيز…لا تذكروني كثيرا…
لكن تذكروا أن قاتلي ما يزال بينكم…
وتذكروا أن قاتل باسل الشحادة ما يزال حيا طليقا… وقاتل ناجي الجرف اختبأ خلف كاتم الصوت… واختفى… وقاتلي يبث سموم فكره الذي يرفض الصلاة علي… ويخبئ ملامحه الحقيقية البشعة خلف اللثام…
تذكروا أن الخفافيش ما تزال تحاول أن تخطف منا بذور الضوء….
فقط… أطلقوا عليها النور
صدى الشام