رسالة سيد هاشم خواستار (ممثل النقابة المهنية للتربويين في مشهد) الى خامنئي:
بعث الناشط الإيراني والسجين السياسي السابق وعضو هيئة نقابة المعلمين في مدينة مشهد الإيرانية، هاشم خواستار رسالة جرئية الى خامنئي و فيما يلي نص الرسالة:
في الثورة الإيرانية عام 1979، شارك الجميع بما في ذلك القوميون والليبراليون ورجال الدين الأصلاء ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية وفدائيي الشعب الإيرانية وتوده … والأكراد والأتراك والبلوش والفرس والعرب والتركمان و …. في الإطاحة بالشاه، حتى انتصرت الثورة في 11 فبراير 1979. ففرح كل الناس مبتهجين بأنهم سيسعدون في ظل الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية وحسب قول زعيم الثورة السيد الخميني. ووعد السيد الخميني بأن جميع الأحزاب، بما فيها الماركسيون، هم أحرار ونريد حكومة مثل الحكومة الفرنسية. ولكن تدريجيا، مع تعزيز قاعدة سلطة السيد الخميني، تعالت صرخته بصوت عال أن هذه الأقلام يجب أن تكسر وارتكبنا خطأ، أعطينا الحرية. ولكي يتم تقديم السيد الخميني بآكثر زعماء العالم مناهضة للإمبريالية، احتل أتباعه السفارة الأمريكية، وكان هذا العمل خسارة للشعب الإيراني بمليارات الدولارات وكان مساعدة كبيرة في قمع حريات الشعب الإيراني، بما في ذلك قمع المواطنين في كردستان وبلوشستان وعرب خوزستان والمواطنين التركمان المضطهدين، ولكن هذا لم يكن كافيا! ودعا الخميني، و أئمة الجمعة والوكالات الحكومية، الشعب العراقي والجيش العراقي الى التمرد!
واستبقت الحكومة العراقية التي كانت ترى سلطتها في خطر في حال استقرار الجمهورية الإسلامية والتهديدات التي كان يوجهها لها زعيم الثورة جهارا، بمهاجمة ايران.
في الأسابيع الأولى من الحرب، كان السلام ووقف إطلاق النار متوفرا للحكومة العراقية من خلال دفع تعويضات، لكن الخميني وصف الحرب بأنها نعمة! وقال إذا استمرت الحرب لمدة 20 عاما، فانه سوف يستمر في القتال !!
إنه وبذريعة الحرب المدمرة قد قضى على جميع المنظمات التي كان لها تاريخ من محاربة الشاه، بل ذهب إلى حد الانقلاب ضد أول رئيس شرعي للبلاد بني صدر! السيد خامنئي، أنت تعلم جيدا أنه بعد المظاهرة السلمية في 20 يونيو/ حزيران 1981، أمر السيد الخميني علنا بإبادة المتظاهرين وأنتم بدأتم المجازر في سجون البلاد كلها، مما أسفر عن مقتل السجناء بالآلاف! من مجاهدي خلق و فدائيي خلق و ….. بالنسبة للخميني، كان من السهل تكفير الشيوعيين للقضاء عليهم بسهولة، لكنه لم يتمكن قط من القضاء على منظمة مجاهدي خلق بسهولة، لذلك، عندما لاحظ أنه لا يتمكن من إقناع قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالولاء المنتظم له، فأطلق عليهم صفة المنافقين ليصار نهجا لنظامه، ثم أطلق أئمة الجمعة والصحف التابعة للسيد الخميني وقوات الحرس والبسيج، على مجاهدي خلق، الذين كانوا قد حاربوا سافاك الشاه وجها لوجه، صفة المنافقين بدلا من المجاهدين !! كم قتلتم منهم في هذه السنوات الـ 36؟ فهل انتهوا؟؟؟ بينما أنتم واعلامكم وشخصكم بالذات ترون أن مجاهدي خلق تقف وراء الانتفاضة الشعبية الحالية والعارمة التي شملت أكثر من 100 مدينة إيرانية!
كما سحق الخميني، طموح الشعب الذي خرج في ثورة فبراير والمتمثل في الحرية، ودق على طبول الحرب الخارجية والقمع الداخلي، واصفا الحرب بأنها نعمة!! (لم أر قائد أي بلد آخر يصف الحروب الأهلية الداخلية والخارجية وبهكذا كلفة بأنها نعمة) وذهب السيد الخميني أبعد من ذلك ورفع شعار الحرب، الحرب حتى نهاية الفتنة في العالم! كما هتف أن طريق القدس يعبر من كربلاء، ولكن الحرب التي كان من المفترض أن تدور رحاها 20 عاما حسب قول الخميني ، فتوقفت فجأة ما إن تفرغت صوامع القمح ونفدت مخزونات الأسلحة والذخيرة وكذلك تقلصت أعداد الناس في الجبهات وانخفضت أسعار النفط وزاد خطر الهزيمة القطعية من العراق، وفجأة وافق السيد الخميني، بعد عام من القرار 598، على القرار وشرب كأس السم.
ولغرض تفادي هذه الهزيمة في الحرب، أعدم السيد الخميني بالمرّة، أكثر من 30 ألف سجين سياسي، معظمهم كانوا ينتمون إلى مجاهدي خلق، وكان من المفترض أن يعودوا إلى أحضان عوائلهم بعد اتمام حكمهم.
في 4 يونيو 1989، مع وفاة السيد الخميني، تم انتخابك أنت يا سيد خامنئي وبالطريقة الستالينية في دهاليز الظلام لمجلس الخبراء، لتكون قائدا وتم ترقيتك بين عشية وضحاها من حجة الاسلام إلى مقام آية الله! وبعد 28 عاما، تسرّب مقطع فيديو من مجلس الخبراء ووصل إلى أسماع الشعب الإيراني غير المحرم، واتضح أن قيادتك أنت السيد خامنئي، كانت قيادة مؤقتة حتى يتم إجراء استفتاء، ولكن حب السلطة قد راق لك يا سيد خامنئي، فواصلت الأمر بنفس الطريقة التي سلكها السيد الخميني لتكون زعيما على مدى العمر وتقمع الحريات المشروعة للشعب!
السيد خامنئي: كانت الانتفاضات العامة الأولى بعد كل أعمال القمع والحرب الضارية، في مدن اسلام شهر وقزوين والأهواز، بما في ذلك مدينة مشهد في 25 مايو / أيار1992.
وفي مدينة مشهد، وفي منطقة «طلاب»، خرج الناس الى الشوارع اثر اطلاق النار على طفل من قبل قوات الشرطة ، لم تشهد البلاد حسب ما قاله شهود عيان مثله الا أثناء الثورة، واحترقت اثر ذلك معظم الأماكن العامة، بما في ذلك البلدية ، ولكن ممتلكات الشعب لم تتضرر.
وحدث نفس الشيء في فرنسا في عام 2006، وكان الأشخاص المهمشون يحرقون السيارات والمنشآت لفترة طويلة، ولكنه لم يعدم أحد، لكنكم أعدمتم أنتم 4 أشخاص على الأقل وسجنتم مئات الأشخاص.
في 9يوليو/تموز 1999، تحرك الطلاب وبدعم من الشعب في محاولة لجعل النظام في خط الصواب، أي الحرية ولكنكم قتلتم بكل وحشية واختطفتم وسجنتم.
وفي يونيو/حزيران 2009 خرج المواطنون وحاولوا بقيادة الاصلاحيين ربما يستطيعون اصلاح النظام ولو بشكل محدود، ولكنكم قتلتم بكل قساوة وسجنتم ووصفتموهم في نهاية المطاف أفرادا أنذال.
ولكن في 28 ديسمبر 2017 خرج أهالي مدينة مشهد مرة أخرى وسطروا هذه المرة ملحمة أخرى بشعار الموت للدكتاتور، وجعلوا الأمة بأسرها تنتفض من الشرق والغرب، ومن الجنوب إلى الشمال، واكتسبت الدعم الدولي. ولخصت حركتهم في شعارين : الموت للدكتاتور و الاستقلال والحرية والجمهورية الإيرانية.
وهذه المرة أيضا قتلتم عشرات الاشخاص وسجنتم آلافا آخرين وقتلتم مالايقل عن ثلاثة اشخاص تحت التعذيب لاطالة فترة حكمكم.
يا سيد خامنئي، كان الشاه، يسحب من صندوق الاقتراع بمساعدة السافاك والجيش، رجالا يوالون له، وأنتم أيضا تخرجون عبر مجلس صيانة الدستور أفرادا من صناديق الاقتراع ملتزمين بالسير على نهجكم ، وكان الشاه دكتاتورا يا السيد خامنئي. ألست أنت ديكتاتورا؟
هل كان هدف الناس، اسقاط التاج والقاط والبنطلون والبسطال وجلب العمامة والعباءة والنعلين فقط؟
يا سيد خامنئي من أنت حتى يلتزم كل من يخرج من صندوق الاقتراع بأن يكون في خطك؟ حتى نفس الرئيس الذي أخرجتموه من صندوق الاقتراع، يعلّي صوته عندما يرى أنه مستهدف بأن يلقى اللوم عليه ويقول أن أكثر من 200 ألف مليار تومان من موازنة الدولة البالغ قدرها 360 ألف مليار تومان ليست تحت سيطرة الحكومة!
السيد خامنئي، أين تنفقون أكثر من 200 ألف مليار تومان من الموازنة المخصصة، للعمال والمعلمين ومن ينامون في الكراتين وأطفال العمل وأطفال الشوارع والعاطلين عن العمل و…؟ هل تصرفونها في الحرب في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن؟ الناس يرددون في كل فرصة:
«اترك سوريا وفكر بنا» أو «لا غزة، ولا لبنان، روحي فداء إيران» ولكن أذنيك لا تدين بالطلب الملح للأمة !!
لقد أنشأت أكبر محطة إذاعية وتلفزيونية في العالم لبقاء النظام الخاص بك وشيّدت أكبر القبور وأغلى قبر في العالم ، قبر السيد الخميني، بثروة الناس المضطهدين!
و بأموال الناس المضطهدين، أطلقتم في الحوزات (العلمية) أكبر الموارد البشرية للدعاية الشيعية والبحوث، ولا تنتبهون أن نتاج دعايتكم هو اشمئزاز الناس من الدين، بل معاداة الدين من قبل الشعب الايراني وخاصة من قبل الشباب. يا سيد خامنئي هل تعلم أنه إذا تم القضاء عليك وعلى جميع المؤسسات الخاضعة لإشرافك، والذي سيتحقق ذلك بالتأكيد ، فان أكثر من مائتين وثلاثين ألف مليار تومان، سيحل مشاكل الناس وخاصة البطالة، دون تحريك ساكن؟ والناس سوف يحلون الدعاوى القضائية بطريقة حل عشائرية أفضل بكثير من سلطتكم القضائية الفاسدة.
كم جيشا لدى دول أخرى في العالم حتى تكون لديكم اضافة الى الجيش، قوات الحرس والبسيج وتكون شطارة حرسكم اثارة الحروب في الشرق الأوسط وقمع الناس والحصول على مشاريع اقتصادية من الحكومة وبسعر مرتفع واعطائها بسعر منخفض للمقاولين في القطاع الخاص؟ وماذا يعني ذلك؟ يعني تدمير القطاع الخاص والفساد المنهجي، ماذا تفعل قوات الحرس بهذه الأموال ؟ وبكل هذه الصلاحيات والميزانية التي تحت اشرافكم، لدى أي شخص وأي جهة تحاسبون وتكونون مسؤولين؟
السيد خامنئي، ألم يقل النبي أن الناس على دين ملوكهم؟ السيد خامنئي، لديك كل شيء وجميع أبنائك والناس من حولك، كلهم سراق وفاسدون وبات هذا الفساد ممنهجا ومنتشرا في كل مفاصل الدولة حسب قول مسؤولي نظامكم.
واني أحتج لكلامي بالتاريخ اذ انه لا يقول إن أمير كبير رئيس الوزراء لناصر الدين شاه، كان انسانا مطالبا بالحرية. ولكنه أدار حكومة في قلب الاستبداد كان كل أعضائها نزيهين. لأن أمير كبير نفسه كان انسانا نزيها، فيما الآن على عكس ذلك، ان السيد الخميني ثم أنتم أخرجتم من قلب الثورة الإيرانية دولة كلها فاسدة من الأعلى إلى الأسفل!
السيد خامنئي عندما تحرك أهالي تبريز في 18 فبراير 1978، قال الشاه إن هؤلاء جاءوا من وراء الحدود من الاتحاد السوفييتي، واستغرق الأمر سنة حتى اعترف الشاه بأنه سمع صوت ثورة الشعب، أنتم تحمّلون إسرائيل والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، و منظمة مجاهدي خلق المسؤولية عن الانتفاضات الشعبية وأنتم تصفون الناس بالذبابة على الجرح. كما ان السادة خاتمي وصادقي أئمة الجمعة المؤقتين يصفون المواطنين بالحثالات وعليهم أن يخرسوا!، وسوف يظهر المواطنون من عليه أن يخرس ومن هم القمامة في هذه الأمة وتاريخ البلاد. هل ما زلت لا تريد أن تسمع صوت ثورة الشعب الإيراني؟
السيد خامنئي: في القرن الحادي والعشرين، انكم اقتبستم وتقلدتم من القارة الأوروبية، تلك السلطة المشؤومة في عهد الكنيسة على الشعب الاوروبي. ألا ترون كل هذا التقدم في أوروبا في ظل الديمقراطية؟ هذه الثورة، التي بدأت في 28 ديسمبر / كانون الأول 2017 في مدينة مشهد، ستؤدي إلى إسقاط النظام الفاسد والمناهض لإيران ، بل تغيّر ملامح الشرق الأوسط، حتى يتمكن الشعب الإيراني والشرق الأوسط، من الحكم على ذاته على غرار الدول الأخرى، ويحكم على مصيره ويحقق التقدم والازدهار. وفي الحكومة المقبلة، سيكون الدين منفصلا عن الحكومة وسيكون أمرا شخصيا. وما أجمل قول الدكتور شريعتي حينما قال يجب إنقاذ الإسلام قبل انقاذ المسلمين.
السيد خامنئي، تمكنت جميع الحكومات الديكتاتورية من مواصلة حكمها بخلق أجواء الخوف والرعب ، وأنت لست استثناء من هذه القاعدة والقانون، ولكن الناس زال خوفهم وهم يرددون شعار: «اخشوا اخشوا كلنا معا» أو «لا تخافوا كلنا معا».
السيد خامنئي: لدينا مَثل في خراسان، إذا كان شخص يصارع أهل القرية فعليه أن يرحل، واذا صارع أهل القرية شخصا فعلى الأخير أن يرحل. السيد خامنئي أمام الشعب عليك أن ترحل أخيرا.
لقد تم ترشيحي في سجن وكيل أباد في مشهد في عام 2009 لكتابة الدستور في المجلس التأسيسي، وربما يقول وكلاءك أننا لن نجعلك حيا لكي تصل الى المجلس التأسيسي، السيد خامنئي، أقول لك، لا يهمني. آلاف الأشخاص ضحوا بأرواحهم في طريق حرية الشعب الإيراني ، وسوف يعطون آخرون وأنا واحد منهم، شعار الحركة الوطنية في الكفاح ضد الاستعمار أصبح ضمن جلدي ولحمي وعظمي ، وكل خلية من جسدي، لقد ضحيت بروحي، وكتبت بدمي إما الموت إما الحرية.